حركة أمل
مرحبا بك في منتديات حركة أمل ,يمكنك الدخول, او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتديات حركة أمل
سنتشرف بتسجيلك
شكرا أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) 829894
ادارة المنتدي أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) 103798
حركة أمل
مرحبا بك في منتديات حركة أمل ,يمكنك الدخول, او التسجيل ان لم تكن عضو وترغب في الانضمام الي اسرة منتديات حركة أمل
سنتشرف بتسجيلك
شكرا أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) 829894
ادارة المنتدي أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) 103798
حركة أمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


إن كانت الصدور تحمي القلوب ...فقلوبنا تحيك يا صدر الجنوب
 
الرئيسيةالصفحة الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

السَّلامُ عَلَيكَ يا اَبْا عَبدِ الله وَ عَلى الأَرْواحِ اللَتِي حَلَّتْ بِفِنَائِكْ عَلَيْكُمْ مِنِّي سَلامُ الله أَبَداً مَا بَقِيتُ وَ بَقِيَ اللَيْلُ وَ الْنَهَارُ وَ لا جَعَلَهُ الله آخِرْ الْعَهْدِ منِّي لِزِيَارَتِكُمْ

الْسَلَامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَ عَلَى عَلِي إِبْنِ الْحُسَيْن وَ عَلَى أَوْلَادِ الْحُسَيْنِ وَ عَلَى أَصْحَابِ الْحُسَيْنِ

المواضيع الأخيرة
» حسن علامة - أنشودة منفردة
أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالثلاثاء نوفمبر 12, 2013 6:21 am من طرف caroleen

» مشتاق كتير - المنشد هادي طراد
أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالخميس فبراير 18, 2010 10:23 am من طرف 3ashe2 amal

» يا ابا عبد الله
أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالخميس فبراير 18, 2010 10:12 am من طرف 3ashe2 amal

» إرجع - المنشد الحاج علي قبيسي - الاصدار الكامل
أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالإثنين يناير 18, 2010 11:21 am من طرف مجاهد جنوبي

» عشاق الحسين - الأخ علي ناصر
أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالإثنين يناير 18, 2010 11:21 am من طرف مجاهد جنوبي

» انشودة - لما غيوبوك للأخ علي قبيسي
أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالإثنين يناير 18, 2010 11:20 am من طرف مجاهد جنوبي

» أفواج - الاصدار الكامل - المنشد علي شحرور
أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالإثنين يناير 18, 2010 11:20 am من طرف مجاهد جنوبي

» متى لقاء أفق عينيك؟؟؟
أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالإثنين يناير 18, 2010 11:20 am من طرف مجاهد جنوبي

» بري: الغاء الطائفية من النصوص هي السبيل لالغائها من النفوس لا العكس
أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالإثنين يناير 18, 2010 11:20 am من طرف مجاهد جنوبي


 

 أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
abo_zahraa
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
abo_zahraa


المزاج : سعيد
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 22
نقاط : 5293
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 37

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Empty
مُساهمةموضوع: أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )   أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالأحد يناير 10, 2010 11:57 am

منقول بتصرف عن منتدى العواصف لأهميته


السلام عليكم

اتمنى في البداية تثبيت الموضوع ليكون مرجع كامل

--------------------------------



أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )

مصدر المعلومات الموقع الرسمي لحركة أمل + موقع جنوب لبنان



أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) AmaLflag





حركة المحرومين
(الولادة، ظروف النشأة، والابعاد)
المقــدمـــة


نحن في ميثاقنا، الايمان بالله
ـ المادة الاولى ـ والتراث يوجهنا، والانسان نؤمن به وبكرامته، والظلم
نرفضه بانواعه السياسية والاجتماعية والاقتصادية والمحلية والعربية
والعالمية. ثم ان المحاضرات التي القيت والكتب التي وزعت أوحت الى شبابنا
أن يكتبوا الدروس الثقافية التي أصبحت أربعين وموزعة بين الإخوان.انا بدأت
آخذ هذه الدروس، وأضيف إليها، وكما قلت في الإسبوع الماضي، أقدم لكم درسين
كل إسبوع يطبعان ويوزعان على الخلايا. طبعا، الدراسة إلزامية قانونية
للحركة.
نرجو أنه خلال أربعين درسا تتكون الثقافة الذاتية للحركة انطلاقا مما
قرأتم حتى الآن بشكل منسق، وننفتح على الثقافات الأخرى كما كان في بداية
الإسلام عندما وصل المسلمون إلى درجة عبر عنها القرآن " اليوم يئس الذين
كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون " [ المائدة/3 ]

بعد هذه الآية نقول: " اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت
لكم الاسلام دينا " [ المائدة / 3 ]، ثم نصل الى هذه الآية: " وطعام الذين
اوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم " [ المائدة / 5 ]. يعني بعد اكتمال
الشخصية الإسلامية، لا مانع من العشرة مع أهل الكتاب. إذا"، نحن بصدد
اكتمال الشخصية الحركية، يعني الثقافة الحركية.

في البداية، البحث الأول الذي سيكون أربع أو خمس دروس: ولادة حركة
المحرومين، وظروف نشأتها، وأبعادها التاريخية والجغرافية بما في ذلك
الحلفاء في لبنان وفي العالم العربي وفي العالم.

إن حركة المحرومين في لبنان ولدت رغم لا طائفيتها ـ نحن نقول في ميثاقنا
أننا لسنا طائفيين ـ في قلب الطائفة الإسلامية الشيعية وبرعاية القيادات
والمؤسسات الرسمية الدينية.

الحركات عادة" تنطلق من القواعد، بينما حركة المحرومين انطلقت من القواعد والقيادات معا وهذا له سبب. السبب للمفارقتين:

حركة لا طائفية تنطلق من قلب الطائفة، وحركة شعبية تنطلق من مشاركة
القيادة الرسمية نفسها، ويعود السبب في ذلك إلى عوامل عديدة علينا أن
ندرسها:
1 ـ الوضع الاجتماعي والسياسي في لبنان.
2 ـ موقع الطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان والعالم العربي.

3 ـ العوامل التاريخية والعقائدية عند الشيعة، أي التراث والمفاهيم الدينية المتطورة: مفهوم الإيمان ومبدأ الإجتهاد لدى هذه الطائفة.
4 ـ دور القيادة في بعث هذه الحركة.
ونجد في هذه الدراسة خطوطا عريضة للعوامل الأربعة هذه ومقارنتها، ونحيل
الراغبين في الإحاطة أكثر بالعودة إلى المصادر. هذه الدراسات إلزامية
للحركة، والتفاصيل إختيارية، وإنما إلزامية للكوادر طبعا. ومصادر الدراسة
ستقدم ككتب للإخوان.



القسم الاول: الوضع الاجتماعي والسياسي في لبنان
أرجو الانتباه. في سنة 1920 ولد لبنان الكبير برعاية وانتداب فرنسا، من
قبل عصبة الأمم التي كانت مهتمة بتصفية تركة الإمبراطورية العثمانية في
هذه السنة التي تأسس فيها لبنان الكبير ألحقت بجبل لبنان الأقضية الأربعة:
بيروت، طرابلس، بعلبك ـ الهرمل، الجنوب، وسميت جميعها " لبنان الكبير ".
وكانت فرنسا هي الدولة المنتدبة من قبل عصبة الأمم لإدراة شؤون هذه
المنطقة.

ليست جديدة عليكم هذه الأمور، ولكن تسلسل الأحداث فيه فائدة كبيرة في فهم ولادة الحركة.
بولادة لبنان الكبير كانت نهاية العهد الذي استمر منذ 1860 وفيه كان لجبل
لبنان، بقضائيه الماروني والدرزي من 1860 الى 1920، إستقلال داخلي يحمى من
قبل الدول الأوربية: بريطانيا، فرنسا، المانيا، النمسا، وروسيا. هذه الدول
الخمس، كانت بموجب إتفاقية جرت في اسطنبول مع الحكومة العثمانية، تحمي
استقلال جبل لبنان. هذه الإتفاقية، في الواقع، فرضت على العثمانين لأن
الإستعمار الأوربي الناشىء كان يفتش عن قاعدة في هذه المنطقة إذ أن
إسرائيل لم تكن بعد قد وجدت، وكان لبنان الحلقة الأضعف.


1 ـ وضع اليد على جبل لبنان والهجرة:
فمن حوالي أواسط العشرينات 1820 ـ 1824 بدأوا يدفعون باتجاه الخلاف
الطائفي في لبنان بين الدروز والموارنة. ووقعت عدة جولات قتل فيها الالاف
إلى أن كانت الجولة الأشد والأعنف في نهاية 1859 وأوائل 1860.
في 1860 دخلت جيوش هذه الدول الخمسة إلى جبل لبنان وفرضت اتفاقية على العثمانيين بأن يكون لجبل لبنان إستقلال داخلي.

إذا"، الإستعمار الأوروبي حرك الخلافات الطائفية، أرجو الإنتباه، وأولئك
الذين كانوا ينادون بالدين وبالخلافات الدينية وبالدخول إلى الجنة من أجل
الدين كانوا ينفذون أفكار الشيطان وأفكار عدو الله في هذا الإطار. دائما
الخلافات الطائفية هي كذلك: لا ترضي الله سبحانه وتعالى وهي ليست دعوة
إلهية أبدا. حركوا الدروز والموارنة ليشتبكوا مع بعض ولما فعلوا وضعوا
يدهم على جبل لبنان.

في هذه الفترة من 1860 ـ 1920 كانت الدول الخمس تتنافس على إجتذاب الفئات
فكل دولة أوروبية تعتمد فئة، عشيرة، طائفة معينة. فالمعروف أن الانكليز
كانوا يتحببون إلى الدروز، والفرنسيين والإيطاليين كانوا يتنافسون على
الموارنة، وروسيا كانت تعتمد الأرثوذكس وهكذا..

في هذه الفترة، كل دولة قدمت المساعدات الثقافية والتربوية والفنية للفئة
التي تعتمدها حتى كاد أن يتحول جبل لبنان إلى قطعة من أوروبا ثقافيا
وحضاريا.

إنتشرت الجامعات، وسمعتم بالمعاهد التعليمية والمستشفيات والمصحات. تعرفون
معهد عينطورة، من حوالي مائة وثلاثين أو مائة وأربعين سنة وهو مدرسة
ثانوية ضخمة جدا وأنا ألقيت محاضرة في قاعتها ودهشت لموجوداتها إذ لا يوجد
مثلها في جامعاتنا. الجامعة الاميركية وعمرها حوالي مائة وعشر سنوات، مصح
" بحنس "، مستشفى هملين وغيره، قديم وعمره حوالي مائة سنة أو أكثر.. زرعوا
هذه المناطق بالمؤسسات ورفعت الدول الأوروبية مستوى النخبة من أبناء جبل
لبنان، في حين كان جمهور الشعب الماروني يعيش فقرا مدقعا اذ أهلكه القحط،
وكان يضطر للهجرة إلى الاميركيتين وإلى إفريقيا الغربية وأنتم تعلمون أن
الهجرة اللبنانية في الفصل الأخير بدأت في أواسط القرن التاسع عشر ابتداء
من جبل لبنان. لذلك نرى أن المهاجرين القدامى الأولين إلى القارات
المذكورة هم المسيحيون والدروز من جبل لبنان، اما هجرة الشيعة فقد بدأت في
بدايات القرن العشرين.


ومن جهة أخرى أعفي أهالي جبل لبنان من دفع الضرائب ومن الخدمة العسكرية
للحكم العثماني. وهذه العوامل تتمثل في المثل اللبناني القديم: " نيّال من
له مرقد عنزة في جبل لبنان ".

وقد إستفادت الدول الاوربية من أبناء الجبل المسيحين في شمال إفريقيا
فعملوا كمترجمين وخبراء للمستعمر الفرنسي. وكانت الهجرة الثقافية إلى مصر
وتأسيس الصحف الكبرى في القاهرة: الأهرام، والهلال والمقتطف أسسها مسيحيون
لبنانيون. آل زيدان وعائلات لبنانية، غالبيتها من كفرشيما، أقامت مؤسسات
ثقافية. كذلك كانت الهجرة السبب في انتقال الأدب العربي إلى أميركا
اللاتينية وتأسيس العصبة الأندلسية هناك. وبرزت المنادة بالقومية العربية،
لمحاربة الحكم العثماني المتستر بالإسلام، من قبل أبناء الجبل، وبدأ
التفاعل الحضاري والثقافي بين العرب وأوروبا، ذلك التفاعل الذي إنتشر في
العالم العربي بواسطة الجامعات والمدارس الموجودة في الجبل.


2 ـ لمحة عن الاقضية:
دام هذا الوضع جيلين ترسخ في أثنائها في نفوس أبناء الجبل وخلق في بعض
النفوس شعورا بالتفوق بأنهم كانوا متقدمين ـ تفوق وتقدم حضاري ـ بينما برز
الشعورالقومي العربي لدى الآخرين منهم. في هذا الوقت، أي بين 1860 ـ 1920
، كان وضع الأقضية الأربعة يختلف كليا عن وضع جبل لبنان. كان جبل لبنان في
هذه الفترة يتقدم بشكل صاروخي ويقترب حضاريا وثقافيا من أوروبا، بينما
الأقضية الأربعة الأخرى تختلف.

بيروت وطرابلس كانتا موضع رعاية العثمانين باعتبار أنهم أبناء مذهب واحد،
وأصناف النشاط التجاري بلغت الأوج. والمؤسسات الإسلامية الثقافية باسم
المقاصد الخيرية تأسست من أيام العثمانين. البيروتيون والطرابلسيون، وحول
بيروت، منطقة إقليم الخروب... استلموا مهاما رسمية وألقابا عثمانية: بيك ـ
باشا.. وكانوا بدورهم يحسون بتفوق معنوي بسبب ارتباطهم بالسلطان، بالباب
العالي. هذا وضع جبل لبنان والشمال وبيروت وبقي وضع القضائين الشيعيين.
أما البقاع، بعلبك ـ الهرمل، فبسبب الأكثرية الشيعية كان موضع إهمال من
الدولة العثمانية التي شجعت فيه النظام العشائري وغاب عنه أمن الدولة.
وكانت السلطات العثمانية تساهم في إفقار المنطقة وحرق الغابات الكثيفة
الموجودة فيها، وربما تعلمون أن جبال بعلبك ـ الهرمل كانت مليئة بالغابات،
والحكومة العثمانية كانت تقطع الأشجار من هذه الغابات لحرقها في تسيير
القطارات وسكك الحديد، فكنت ترى المحطات مليئة بالأخشاب التي اقتطعت من
أشجار هذه المنطقة. أي أن العثمانيين لم يكتفوا بعدم خدمة المنطقة وحسب،
بل وعمدوا إلى إفقارها ومن جملة الإفقار نزع الأحراش من المنطقة، وتجهيل
الناس، ورعاية تخلفهم الحضاري، وتحريض الناس على الأخذ بالثأر، وأمثال
ذلك. وإلا فهذا أمر غريب، في وسط هذه المنطقة المتحضرة، أن تتحكم
العشائرية.


أما الجنوب فكان يعيش الفقر وسيطرة عمال السلطان. شبابه يساقون إلى الخدمة
العسكرية وإلى حروب اليمن ـ وكان يسمى " سفربرلك ". والذي كان يذهب إلى
الحرب كان يودع أهل بيته، فهو ذاهب للموت. وكان يعفى من الخدمة العسكرية
كل من يدفع ضريبة باهظة ـ خمس وسبعون ليرة ذهبية ـ ولما كان الأهالي لا
يملكون هذا المبلغ، فإن البعض كان يبيع أرضه. لمن؟ لآل الملوك، آل جنبلاط،
آل الاسعد.. للاقطاعيين القدامى والجدد الذين كانوا موجودين في الجنوب.
كان هؤلاء الإقطاعيون يشترون الأراضي، وبالتالي أصبح الجنوب فارغا من
الشباب من جهة، وأصبحت أراضيه ملكا" للإقطاعيين الجدد من جهة أخرى، وتعطلت
مدارس جبل عامل. هل تعلمون أنه في حناوية، عيتا الزط، النبطية، حبوش،
العباسية... في كل بلد كان هناك جامعة صغيرة؟ الجامعات الدينية وعلماء جبل
عامل معروفون. وكان هناك رئيس جامعة دينية صغيرة في حناوية وهكذا في كل
بلد، وآخرهم مدرسة السيد حسن يوسف مكي في النبطية، والذي كان أستاذاً
للشيخ أحمد رضا والشيخ سليمان ظاهر والشيخ أحمد عارف الزين وهؤلاء كونوا
النهضة العاملية الأخيرة.

عم الجهل والتخلف، وفتك بعض الولاة العثمانيين ـ أحمد الجزار ـ بالعلماء،
ومن جملتهم جدي طبعا السيد صالح شرف الدين، وأحرقوا كتبهم وطردوا كبارهم،
وساد الظلم والإضطهاد وبدأت الهجرة. ويقال أن أفران عكا اشتغلت إسبوعا
كاملا بإحراق كتب علماء جبل عامل، هذا لا ينسى!


إذا"، جبل لبنان يطلع للقمة، طرابلس وبيروت تجارة واتكالية، والجنوب
والبقاع ينزلان إلى الحضيض. بهذا التفاوت العميق بين المناطق الخمسة شكل
لبنان الكبير بعد الحرب الكونية الأولى، وفي هذه الظروف المتباينة أسست
فرنسا الإستعمارية الدولة الجديدة.


وتمكن أبناء الجبل، ولا سيما الموارنة، من خلال الظروف الثقافية والعلاقات
المتينة مع أوروبا، من أن يحتفظوا بالمراكز الأساسية في الدولة. ويبدو
بوضوح في الوثيقة الأساسية أن " لبنان الكبير " هو جبل لبنان والأقضية
التابعة له ولذلك اسمه لبنان.


في الواقع، الأقضية الأربعة أقمار حول الشمس ـ حول جبل لبنان ـ هذه هي
العقلية التي سادت، أي، أن الأقضية الأربعة مزارع تابعة لجبل لبنان.


طبعا فترة الحماية الأوروبية كان لها تأثير في إرتباط أبناء الجبل بأوروبا
والعالم دون العالم العربي لأنه أيضا"، كان خارجا من الإستعمار، وكان تحت
الحماية الإنكليزية أو الفرنسية في ذلك الوقت. هذا الربط كان يشجعهم على
الإمساك والتمسك بدفة الحكم وعلى شعورهم بالإنتماء الغربي.





3 ـ عهد الاستقلال:
وفي زمن الإستقلال، تنازل أبناء الجبل عن الإنتماء الأوروبي مقابل تنازل
الاقضية الاربعة عن الوحدة العربية، فكما يقولون، نفيان اسسا الميثاق
الوطني: بالنسبة للمسيحيين عدم الإنتماء للغرب، وعدم الوحدة مع العرب
بالنسبة للمسلمين. هذا أساس الاستقلال عام 1943، أي بعد الحرب الكونية
الثانية.


مع العلم أن فترة الإنتداب أسست إمتيازات الموارنة وأبناء جبل لبنان،
ورسخت سيطرتهم، وبالتالي كانت السبب في خلق النظام الطائفي الذي نعيشه
اليوم، والغاية الحقيقية منه إبقاء الوجود السياسي المميز للطائفة
المارونية وعدم ذوبانه.
طبعا"، الواقع أن النظام الطائفي: رئيس الجمهورية ماروني ورئيس الوزراء
كذا ورئيس المجلس كذا.. هذه أمور كانت في الواقع عبارة عن الحفاظ على
الإمتيازات التي حصلوا عليها في أثناء الفترة 1860 ـ 1920. ولكنهم كانوا
يعطون بعض المبررات: أولا"، كانوا يقولون أن الأقليات في العالم العربي
مضطهدة وأن الأكثرية الإسلامية لا تسمح للكفاءات أن تبرز وأن تتسلم
المراكز الأساسية. والحقيقة أن مسألة الأقليات لو صحت في الغرب، فهي ليست
صحيحة إطلاقا في العالم الإسلامي حيث يحمي الإسلام بقوة كافة الأقليات
المؤمنة بالله، ويشهد التاريخ أن الكفاءات اليهودية والنصرانية في العالم
الإسلامي كانت موضع اهتمام واحترام.


ثانيا"، كانوا يقولون أن الطوائف اللبنانية الموزعة في المناطق هي متفاوتة
المستوى، ولذلك فوجود النظام الديموقراطي الليبرالي، والذي هو استباق بين
أبناء الشعب لا يمكن أن يكون نظاما عادلا" لأن الفرص المتوفرة للناس
متفاوتة وليست متكافئة. لذلك لا بد من وجود تقسيم لهيكل الدولة بين
الطوائف. الهيكل يجب أن تتقاسمه الطوائف التي هي بمنزلة الأحزاب في البلاد.


لكن الذي حصل أن الهيكل تقاسمه زعماء الطوائف. فكنت ترى أن الزعيم الشيعي
أو الزعيم السني يأخذ خمسة مراكز مثلا فيبحث بين أقاربه عن أناس يوليهم
هذه المراكز الأساسية، فإذا" لم يجد شخصا" منهم فإنه كان يتنازل عن هذا
الحق.
هذا الذي حصل في بداية التقسيم، إذا كان التقسيم في الواقع تقسيما"
للمرافق بين الإقطاعيين ولم يكن إطلاقا تقسيما بين الشعب، وبقيت أكثرية
الناس محرومة من الفرص كافة.


وفي النهاية، بقي عهد الإستقلال استمرارا" للعهود السابقة، فازداد الحرمان
والتفاوت والشعورالعام بالتمييز الطائفي والتذمر، وبقي المجتمع متفككا غير
متماسك. وبقي أصحاب الإمتيازات يحمون دولتهم بالمظاهر الزائفة: من
الإزدهار الإقتصادي بالعواطف، إلى الفلسفات الخاوية أن الصيغة اللبنانية
أفضل الصيغ، قوة الجيش، الإمساك بمفاتيح السلطة، وتنازلوا جزئيا في بعض
الفترات لبعض الفئات فعملوا تحالفا مارونيا ـ سنيا، وتحالفا مارونيا ـ
درزيا. وهكذا حاولوا أن يرضوا بعض الفئات الأخرى ويعطوا قليلا من
الإمتيازات هنا وهناك، ولكن التحالف كان دائما بين الإقطاع والأغنياء من
مختلف الطوائف وبين الدولة.


هذه المحاولات لم تكن نافعة ولم يتمكن أولو الأمر من بناء مجتمع متماسك
موحد كما لم يتمكنوا من البت في أي موقف أساسي سياسي أو إقتصادي أو ثقافي.
بقيت الدولة اضعف الفئات ـ أداة حفظ التوازن ـ وتعمقت الزعامات التقليدية
وأصبحت موروثة، وبقيت المؤسسات كلها، وحتى الجيش، حذرة، مجمدة، محجمة، تسد
أبوابها في وجه الأكثرية الساحقة من أبناء الشعب... وتروضت الأحزاب. وأحب
أن أتكلم هنا عن الأحزاب.


الأحزاب السياسية تروضت في هذا المجتمع فتحولت إلى زعامات جديدة، واضطرت
بسبب التعقيدات الموجودة في المجتمع الى استعمال نفس الأساليب والوسائل
المتعارفة لدى الإقطاعيين: يأخذون منحا لجماعاتهم، يرعون مصالح عناصرهم،
يتحالفون مع الخصوم ومع الشيطان حتى ينجحوا، يتحالفون مع الإقطاع حتى
يصبحوا نوابا وهكذا.

إستعمال الوسائل التقليدية في لبنان من قبل الأحزاب لم يمكنها من استقطاب
الناس. الحزب الشيوعي مثلا، تاريخ تأسيسه يعود إلى خمس وخمسين سنة من قبل
الأحداث. ما حجمه؟
أخذت الأحزاب قليلا بقوة السلاح ولم تتمكن من تحسين أحوال الناس وأعمالهم
ومصالحهم، وتحولت إلى تحالفات سياسية تستعمل من قبل الزعامات المحلية تارة
ومن الأنظمة والقوى العربية والعالمية تارة أخرى.


إن هذا الوضع الإجتماعي الشاذ جعل التسلل من الخارج لكل طامع أمرا في
منتهى السهولة، فاصبح المجتمع اللبناني ساحة صراع بين العرب وغير العرب
واستفادت " الميركنتيلية " اللبنانية من هذا الصراع ماديا ولكنها دفعت
الثمن غاليا ومرة واحدة في الأحداث الأخيرة.
هذا فيما يخص الوضع الإجتماعي والسياسي في لبنان، والذي يشكل المادة الأولى والأرضية لطرحنا مسألة نشأة الحركة ودورها
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abo_zahraa
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
abo_zahraa


المزاج : سعيد
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 22
نقاط : 5293
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 37

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )   أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالأحد يناير 10, 2010 12:03 pm

القسم الثاني: موقع الطائفة الإسلامية الشيعية في لبنان والعالم العربي



إن الشيعة كانت في لبنان منذ أن كان، عمرت سهوله كما عمرت
الجبال، وعصمت جنوبه كما شرقه والشمال.. عاشت معه في السراء والضراء، فسقت
تراب لبنان من دم، كما رفعت في سمائه، الوية مجد. شاركت في اخضراره، فلم
يعتب الجمال، وقادت ثوراته فلم تعتب السيوف، وبذلت حتى تعبت الحتوف. إن
مدارس العامليين وكتبهم خلال عشرة قرون، هي مكاتب لبنان.
نظرة سريعة إلى التاريخ، نرى الخدمات التي قدمتها هذه الطائفة من أيام
العامليين الحمدانيين ودولة بني مرداس وبني عمار في طرابلس والشمال
ومكتبتهم المعروفة بأنها كانت تحوي مليون كتاب. في الحقيقة، أحسن شيء يجمع
هذه الأمور محاضرة للدكتور محمد علي مكي، وسأعطي مقتطفات منها عن دور
الحمدانيين وبني مرداس وبني عمار وثقافتهم التي أفادت الحضارات وعمران
صور. وكما يبين في بعض المناطق، تطورات صور العمرانية، سياسة أبنائها
وشجاعتهم المذهلة، وصلابة جبل لبنان وتنقلات الشيعة القاسية فيه خلال
القرنين العاشر والحادي عشر وأوائل القرن الثاني عشر، مواقفهم الحاسمة ضد
الصليبين، صلابتهم النادرة أمام الإضطهاد المملوكي، وفي المجازر الرهيبة
في القرنين الثالث عشر والرابع عشر. هذه صفحات من تاريخ الشيعة جعلت بينهم
وبين لبنان ميثاقا عميقا وأبديا لا يتنازلون عنه ولا يتنازل هو عنهم، لأن
مسألة كل منهما حيال الآخر مسألة مصير.
وبعد تلك الأمجاد تحركت عهود الإستعمار والإستبداد فشردت شبابهم وأفقرت
أراضيهم وهدمت مدارسهم وخلقت لهم من مناطقهم سجونا" ومن حياتهم شجونا وبقي
الأمل في ليلهم المدلهم الذي تجاوز قرونا وقرونا.
ثم طلع الفجر وتحقق الأمل وجاء الإستقلال يمسح الجروح ويرفع كرامة المواطن
ويمنح الحرية والعدالة ويجند طاقات الإنسان ليساهم في بناء وطنه ورفع
مستواه، وبالتالي يشترك مع إخوانه في عطائه القومي ومشاركته الإنسانية.
وأخلص الشيعة لهذا الوطن وبدأوا يعملون فيه بكل اهتمام ودقة.
واختار اللبنانيون الديمقراطية نظاما لا يقبلون عنها بديلا. ثم لاحظوا أن
المناطق اللبنانية مختلفة جدا في المستويات الثقافية والعمرانية
والإجتماعية وكأنها بلاد تتفاوت حضارتها، وهذا يعني أن الفرص غير متكافئة
ونظام التزاحم غير عادل.

وبنتيجة هذه العوامل، لاحظوا أن العدالة الإجتماعية ستبقى خيالا في
الخاطر، ووحدة الوطن شعارات تطلق في الأعياد والمناسبات، والتمنيات.
أما الفروق بين المناطق والطوائف فتزداد يوما بعد يوم كما هو الحال بين
الدول الصناعية والنامية مما جعل العالم يواجه اليوم أصعب مشكلة إنسانية
يعهدها.

ومما يزيد من عمق المشكلة في لبنان أن الناس تعودوا خلال تاريخهم الطويل أن يعيشوا فئات، عائلات أو طوائف.

لأجل ذلك كله، ولان المناطق كانت منقسمة بصورة تقريبية بين الطوائف، قرروا
نظام التقسيم الطائفي في هيكل الحكم وفي خيرات الوطن، واتفقوا على ذلك ضمن
ميثاق وطني مؤقت إيمانا منهم بأن هذه الطريقة هي الضمان المناسب للعدالة
الإجتماعية بين أبناء الوطن الواحد في مرحلة التأسيس.. مرحلة الإنطلاق.

هكذا نفهم، بأقصى درجات التفاؤل وفي أفضل تفسير للأحداث، معنى النظام
الطائفي في لبنان وقد سبق وعرفنا التفسيرات الأخرى التي ترد لدى الكثير من
الباحثين والأيام أثبتت صحتها.

ومرّ ربع القرن، أي عمر جيل هذه التجربة الفريدة في العالم، وهذه المدة كانت كافية لتقييم النتائج رغم قصرها في عمر الأوطان.

بدأ اللبنانيون خلالها عموما" وأبناء منطقة الجنوب والبقاع بوجه خاص،
بتحمل مسؤولياتهم الوطنية مستفيدين من ظلال الديمقراطية والحرية
والإستقلال ليمارسوا نشاطهم الحياتي في نطاق هذه المثل العليا الكريمة.
والشيعة الذين يشكلون الأغلبية الساحقة من هاتين المنطقتين، أصبحوا
يعتقدون أن عهود الإستعمار والإحتقار والتصنيف وطمس الحقائق قد ولت، وأن
عليهم أن يتحركوا من أجل خلق حياة أفضل لهم ولأولادهم ومن أجل وطن عزيز
كريم مستقل. فكان الإتجاه أولا نحو الزراعة، فحولوا القطاع الساحلي في
الجنوب إلى بساتين غنية تشكل رقما قياسيا في الدخل القومي، وحولوا سهول
البقاع إلى مزارع لا مثيل لها في الشرق، وبقيت المناطق الجبلية التي لا
ترتوي بالماء فزرعت بالتبغ وبمختلف المحصولات البعلية.
وانتقلت النخبة منهم إلى المدن، إلى العاصمة لأجل العمل فشارك عشرات
الألوف منهم في حقول العمران والمصانع والسياحة والبلديات والميناء
والمطار والمسلخ. في حين هاجر الطامحون منهم إلى البلاد العربية الشقيقة
وإلى إفريقيا الغربية وإلى أميركا اللاتينية وأستراليا. هاجروا دون توجيه
أو حماية عسكرية أو سياسية أو قانونية سوى حماية خلقية وأصالة شخصية،
وتجاوز عددهم خلال هذه المدة مائة ألف مهاجر يعملون بجهد ويعيشون في تقشف
على أمل العودة.

الإقبال على التعليم كان شديدا، فالآباء يعملون ويتحملون الأشقى من
الأعمال كي يوفروا المال اللازم لتعليم الأبناء حتى المستويات النهائية.

والأبناء والبنات يتلهفون إلى المدارس، وكانوا يقطعون في بعض الحالات ويوميا بضعة كيلومترات ليصلوا إلى المدرسة.

ويزداد العدد، ففي العام الدراسي 1966 ـ 1967 زاد عدد الطلاب في الجنوب
ثلاثين بالمئة، وأصبحنا لا نجد اليوم بين الأجيال الطالعة إلا ثلاثة
بالمائة من الأميين بدلا من سبع وأربعين بالمائة قبل خمسة عشر عاما.
واشترك الكثير منهم في الوظائف فكانوا نماذج للإخلاص والجد ونزاهة الكف
وكان منهم الخبراء والإختصاصيون الكبار.

والرغبة في الإنضواء في سلك الجيش والأمن الداخلي كانت جامحة عندهم، وبرغم
الموانع التي تقف في طريقهم بحجة عدم التوازن نشاهد ارتفاع المعدل لديهم
فكانوا في طليعة المناضلين والأشداء في سبيل الدفاع عن الوطن وعن أمنه
وقدموا ضحايا كثيرة حتى في سلاح الطيران. وكان السعي في الإعلام والمكتبات
والفن والرياضة والتعلم وفي مختلف الإختصاصات الحرة من طب وهندسة ومحاماة
وغيرها.

إن هذا الإندفاع كان بحاجة إلى رعاية الدولة وحماية الوطن لكي يجعل
المستويات المتباعدة بين المواطنين متقاربة، ويصب الطاقات الخيرة في خدمة
منسقة للوطن ترفع من شأنه ومنع تعرضه للأذى من الخارج أو التمزق من
الداخل. هكذا كنا نفهم الطائفية في النظام الديمقراطي.

كل هذه الأمور دليل على أن الشيعة التزموا بواجباتهم الوطنية تجاه لبنان بكل قوة وأعطوا كل ما يملكون في هذا السبيل.

لكن المبادرات هذه لم تلق الأصداء المطلوبة لدى المسؤولين منذ بداية
الإستقلال، وكانت دائما تصطدم بعراقيل وموانع نابعة من الإهمال والإلتهاء
بالمصالح الخاصة، تصطدم بنوايا سيئة ومبيتة لخلق اليأس والجمود والإتكالية
والإستزلام وسيطرة الإقطاع على البلد الطيب العريق الذي يعيش فيه شعب هو
من أرقى الشعوب في العالم ويملك تاريخا قل ما يوجد لدى شعب آخر أو أمة
اخرى.

نذكر في هذه المحاضرة نماذج من الضروري جدا أن يعرفها الحركيون. إنها ليست تفاصيل فنية ولكن دراسات دقيقة وملخصة.

نذكرها على سبيل المثال لا الحصر تدليلا على المطلب وشهادة حق لمصلحة المعذبين في هذه الجنة، جنة الله على الأرض ـ لبنان.

في حقل الزراعة: الأرض الواسعة التي تتجاوز ثلثي الارض الزراعية في لبنان
وهي من أحسن الأنواع وأخصبها، كانت موجودة، واليد العاملة مستعدة والخبرات
التجريبية والفنية متوفرة ولكنها تحتاج الى الماء. الماء هذه النعمة
الإلهية التي منحها الله تعالى لبلدنا الطيب بكميات كبيرة تبلغ احد عشر
مليار مترا مكعبا في السنة ولكنها تهدر في البحر عدا ستماية مليون مترا
مكعبا منه فقط.

هذا الماء كان موجودا في البقاع والجنوب، فكانت الحاجة إلى مشروع الليطاني
وإلى إقامة سد على نهر العاصي وإلى تنفيذ بحيرة اليمونة وإلى إنشاء السدود
في وادي سباط ـ جنتا، يحفوفا وشمسطار وإلى مشاريع مياه في مرجحين، جباب
الحمر، اللبوة وحوش تل صفية وإيعات وغيرها.

أسست مصلحة الليطاني سنة 1954 وصرفت أربعمائة مليون ليرة لبنانية ولم توضع
دراسة شاملة للري بل العكس حولوا ثلاثماية مليون مترا مكعبا من نهر
الليطاني الى نهر الأولي لأجل مشاريع الكهرباء وبذلك حرموا الجنوب منها.

وكان المستعمر الفرنسي قد أسس سنة 1932 بداية السد في العاصي وبدأ بقناتي
الهرمل والعين ثم تجمد كل شيء حتى عام 1964 حيث وضعت الإعتمادات اللازمة
للدراسة لكي تتجمد مرة أخرى، وتبقى الأرض الخصبة في المنطقة بائرة ويبقى
الناس هناك في فقر وعذاب وشقاء يهاجرون إلى المدن ويتقاتلون فيما بينهم
ويرحل الأمن والسلام ويستقر التخلف والحرمان.
وهكذا كان مصير المشاريع الأخرى، واستمر هدر مليارات أمتار المياه إلى
البحر، تأخذ معها التربة والخصوبة، فتصبغ البحر وتؤكد للعالم عدم صلاحية
المسؤولين عن الحكم، وتعطي للعدو حجة دامغة لإدانتنا وللطمع في أرضنا
ومياهنا.

وكان الزرع الغالب في الجنوب، بسبب عدم وجود المياه، التبغ، ومأساة التبغ
دامية وحزينة: يعمل الفلاح مع جميع أفراد عائلته خلال السنة الكاملة لكي
يفرض عليه الكم والنوع والسعر، وتتحكم فيه " الريجي " وتحتقره وتصنفه بدلا
من تصنيف التبغ، لكي يلجأ إلى الوسطاء لاخذ حقه المشروع. أما إذا طالب
بحقه بدون واسطة فجزاؤه الطرد والحرمان وفي بعض السنوات الرصاص.


وإليكم بعض معالم هذه المأساة بالأرقام:

ـ ثلاثمائة ألف مواطن ترتبط حياتهم بزراعة التبغ.
ـ يساهم مزارعو التبغ بأكثر من أربعين مليون ليرة في الدخل القومي.
ـ كلفة الكيلو غرام من التبغ من وقت استلامه من المزارع إلى وقت وصوله إلى
ظهر الباخرة في لبنان 5,50، ليرات وفي تركيا او غيرها 1,30 ليرة، وذلك
لأجل النفقات الإدارية الباهظة التي يتحملها المزارع.
ـ معدل الهدر عند الفرز في العالم 8 إلى 12 بالمئة، وفي لبنان يبلغ 28 بالمئة.
ـ معدل الزرع في العالم من 8 إلى 13 دونما وفي لبنان 1,80 دونما وهكذا
يعرف سبب الخسارة التي يدعونها في شراء التبغ من المزارع ويمننونه.
اسعار التبغ في العالم ارتفعت سنة 73 بين 30 بالمئة وإلى 50 بالمئة ومع
ذلك ففي لبنان زاد السعر في هذه السنة للمزارع 5 بالمئة وفي سنة المأساة
1972 ورغم زيادة السعر في العالم خفض السعر 2 بالمئة
ـ قدر معدل الإنتاج لدونم واحد في الجنوب بين 90 و 110 كيلوغراما وفي الشمال قدر هذه السنة 440 كيلوغراما.
ـ وقد اطلعتم من خلال الصحف على التفاوت في الأسعار وفي المعاملة وفي
النوعية وعلى الأوضاع التي تهدد كيان هذا الزرع من أساسه في لبنان.
وفي حقل الزرع أيضا لا بد من أن نضيف مشكلات التسويق الذي يمارسه
المسؤولون، رغم وجود مؤسسات كبرى مع موازنات كثيرة لأجل تسويق الحمضيات
والموز والتفاح والحبوب ومشكلات بيع الخضار وبصورة خاصة الشمندر.

وإذا أضفنا إلى هذه اللوحة المأساوية عن وضع المزارعين، ذلك البعد الدامي
الذي يرتسم في كل يوم وفي كل إسبوع ست مرات بواسطة العدو الاسرائيلي على
أرض الجنوب فيمنع المزارعين من جمع محصولهم.

وإذا أضفنا إلى ذلك محنة الغلاء المثقل المتزايد، تكتمل الصورة..
أما العامل الذي رأيناه يترك قريته لكي يؤمن قوت أهله ونفقات دراسة
أولاده، فانه يعيش في ضواحي بيروت في ظروف قاسية لا تتناسب مع مستوى لبنان
الحضاري، بل لا مثيل لها في أكثر البلدان المتخلفة.

بيوت مزدحمة، دون تنظيم، وفي أحياء محرومة من الكهرباء والماء ومن المدارس
والمستوصفات والطرق والمجارير... يسكنها ثلاثمائة وخمسون ألف عامل تقريبا
والتدبير الرسمي الوحيد هو وضع تخطيط ورسم شوارع متقاربة لكي تقضي على
البيوت بصورة نهائية.

وعندما أردنا المبادرة بالتعاون مع سكان حي ظهر الريحان بالحدث؛ حيث أقيمت
كلية العلوم من الجامعة اللبنانية، وبالتعاون مع الخيرين من إخواننا بنينا
قرية نموذجية ومساكن شعبية بلغت أربعمائة وستين بيتا، وعندما سعينا لإسكان
الناس وتسهيل مهمة بناء الجامعة جاءت تدابير تمنع السكان من الماء
والكهرباء وغيرهما من ضرورات الحياة جزاء لهذه المبادرات.

وأصعب ما في هذا الحقل هو إفراز هذه الأحياء مئات من المشردين يجوبون
شوارع بيروت يشكلون المجال المناسب لمختلف الجرائم رغم ذكائهم الفطري بلغ
عددهم سنة 68، الفا ومائة طفل.

أما المهاجرون فان لقمتهم المغموسة بالدم والعرق والغربة كانت تطعم القريب
والغريب، وجهدهم المتواصل كان يصرف في سبيل عمران العاصمة والقرى ونجاحهم
الجزئي 4 بالمئة فقط كان مستورا، وكانوا يخفون حنينهم ومأساة أولادهم
الذين كانوا يجهلون آباءهم وأمهاتهم. كل ذلك لكي يؤدوا واجبهم الوطني.

وقد أهملهم الوطن، حاشا الوطن، لقد أهملهم المسؤولون لا من حيث الحماية أو
التمويل أو التسهيلات الجمركية أو الضريبية وغيرها، لا. لا. بل حرموا من
أبسط المسؤوليات الحكومية تجاه المواطن في الخارج، وإليكم بعض الأمثال:
لقد صرح لي رئيس وزراء غينيا أن رحلة واحدة من أحد المسؤولين اللبنانيين
إلى غينيا كفيلة بخروج عشرات من اللبنانيين المقيمين هناك من السجن كما
حصل ذلك بالنسبة لرعايا فرنسا والمانيا الغربية عندما اعتقلوا بنفس
الإتهام.

ومع ذلك لم يسافر أحد وبقي هؤلاء سنوات في سجون بلاد الاغتراب.
والآن يعاني مئات من اللبنانيين في جمهورية إفريقيا الوسطى أشد أنواع
الإضطهاد والحجز ولا يخرج أحدهم إلا بدفع مئات الألوف ومصادرة أمواله،
والرئيس بوكاسا ينتظر مبادرة رسمية من الحكومة والألوف من شبابنا
وعائلاتهم ينتظرون دون جدوى.

أما مأساة الجالية في كنغو كينشاسا فقد انتهت بمبادرة شخصية من مواطن
انتظر طويلا برقية رسمية أو مراجعة أو رحلة من بيروت. ثم اتفق مع الرئيس
موبوتو بعد إنهاء المشكلة بأنه سيسعى لإقامة سفارة لبنانية هناك شأن الدول
العربية الأخرى، ولكن الوعد لم ينفذ بل القنصل الفخري يستنيب وكيلا له
والوكيل ينيب عنه وكيلا" آخر يرعى شؤون الجالية اللبنانية ـ وهو يهودي ـ.

والوضع في أغلب المهاجر من جهة الادارة القنصلية سيء للغاية إذ لا يوجد أكثر من شخص واحد لعشرين الف لبناني في إقريقيا الغربية.

هذا والاوضاع الاجتماعية تتغير بسرعة في بلاد الاغتراب وهذه تستدعي الحضور الدائم الذي يحل محله الان غياب دائم والمأساة.

وأترك البحث عن وضع المهاجر بعد عودته كالمحارب المنتصر العائد، أترك هذا
البحث الحزين لفرصة أخرى رغم أني قدمت دراسة مفصلة لمعالجة وضع الهجرة في
محاضرة موضوعية مفصلة في بلدة مزيارة منذ أربع سنوات.
وفي سبيل التعلم كان يعاني أبناؤها فقدان المدارس رغم أن بعضهم كان يقطع بضع كيلومترات للوصول إلى مدرسته في الشتاء والصيف.

وكان من المقرر أن تبنى ثمانون مدرسة في الجنوب خلال الخمس سنوات التي
انتهت في سنة سبعين شرط تقديم كل قرية أرضا مناسبة لوزارة التربية
الوطنية. ونفذوا الشروط وتنازلنا في بعض القرى عن الأوقاف مقابل ايجار
رمزي ومرت السنوات الخمس ولم تكن النتيجة سوى نصف مدرسة.

وفي كثير من القرى تسمى غرف متباعدة مستأجرة من قبل أهل القرية مدرسة ناهيك عن التجهيزات غير اللائقة.

وكانت المدارس الخاصة في المناطق وفي بيروت وبنتيجة عدم توفر المال اللازم كانت ولم تزل المستويات منخفضة رغم جهاد أصحابها وجهودهم.
والآن وأمام حلم تجميع المدراس فاننا نشعر بكل صراحة ودون عقدة أن مستقبل
أبنائنا مهدد ومستواهم الدراسي في الأغلب غير متناسب مع طموح اللبنانيين.

أما عن الموظفين وحرمانهم من حقوقهم ومن مراكز مرموقة ومن عدم اعتماد
المسؤولين على الكفاءات بل على المحسوبيات فحدث ولا حرج حيث أننا نشعر
بتصنيف فاضح واحتقار في هذا المجال الحيوي جدا، هذا المجال الذي يشكل
مفتاحا لمختلف مجالات التنمية والخدمات.

إن الدراسة الصحيحة التي كانت من المقرر أن تقدم في هذا اليوم أصبحت
مستحيلة حيث امتنع مجلس الخدمة المدنية من تزويدنا بها رغم أن قانون تأسيس
المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ينص على صلاحية المجلس للمراقبة، وقد بقيت
رسالة المجلس الموجهة إلى مجلس الخدمة بتاريخ 24/ 12 /72 بلا جواب بانتظار
موافقة رئيس مجلس الوزراء.

ولكن في حدود المعلومات المتجمعة لدينا تبلغ نسبة الحرمان في الفئة
الثانية 63 بالمئة وفي الفئة الثالثة 88 بالمئة والوضع في المؤسسات
التابعة للدولة والشركات المتأثرة بمراقبتها أمر وأدهى.

أما في الفئة الأولى فقد صدرت تشكيلات مؤخرا أعطت من حيث الكمية نسبة
عالية للطائفة ولكنها غير كافية وهي تعالج الدوائر الحكومية فقط دون
المصالح المستقلة والمؤسسات العامة والتابعة، ودون أجهزة الأمن كالجيش
وقوى الأمن، ودون المحافظات.

يبقى حقل العلماء الاختصاصيين من أبنائنا فهو في محنة مشتركة وفي مصيبة
عامة فلا مجال للكفاءات إذا لم تسخر لرغبات الإقطاع، وها نحن نجد أمام
أعيننا خيرة شبابنا الذين استهلكت دراساتهم العالية حياة أهلهم وآمال
السنوات يتركون الوطن واحدا تلو الاخر لانهم يرون قسوة الامل في البلاد بل
الغربة في الوطن أمر وأصعب.

مر ربع قرن من عهد الاستقلال وفي إطار النظام الطائفي الديمقراطي، وأعيد
النظر في الوضع الاجتماعي والسياسي والثقافي من قبل بعض أهل الرأي من
أبناء الطائفة الإسلامية الشيعية، وكانت النتائج تؤكد أن التفاوت بين
أبناء وطن واحد قد ازداد وان العدالة لم تزل حلما يدغدغ الخيال.

فقالوا إن السبب هو غياب الطائفة عن مسرح الأحداث وعن مائدة الخبرات والوظائف والموازنات؟

وقالوا إن النواب يمثلون مناطقهم رغم انتخابهم الطائفي، والمناطق
اللبنانية مختلطة، وان النواب يمثلون بعد الانتخاب الوطن كله في النظام
البرلماني.
وقالوا أن الطوائف الأخرى كل منها تتمثل بمجلس مركزي أعلى يمثلها وأن الشيعة بحاجة إلى مجلس أعلى لكي تعالج هذا التصنيف الطائفي.

وقالوا إن الذين كانوا ينادون بتأسيس مثل هذه المؤسسة كانوا على حق.
وبعد بحث طويل وصراع مرير ورفض الطوائف عروض تأسيس مجلس واحد مشترك ولد
المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى بعد مخاض عسير وفي 17 ايار 1996. وهذه
المؤسسة تأسست تحت ضغط الناس، مظاهرات الناس، برقيات الناس، لذلك فإن واقع
هذه المؤسسة هو تجسيد دماء الناس، وآمال الناس، وآلام الناس، وطموحات
الناس.

وعانى منذ ولادته الصعوبات من الداخل واتهامات من الخارج وظروفا وطنية لا
ننساها، راجيا عدم عودتها، حين بقي البلد سبعة أشهر بدون وزارة.
ولد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى مبتور الصلاحيات، فاقد الموازنة،
مطعونا في نظامه الداخلي، مجمد الصلاحيات حتى اليوم في أدراج مجلس النواب
وهو لم يزل في طور التأسيس يشق طريق المجهول بصعوبة، يعود نفسه وطائفته
على الاقتناع بوجوده وببقائه وبإبعاد صلاحياته، مكتوف اليدين لا يمكنه ان
يتصرف في الاوقاف ولا في الشؤون الدينية ورجالها، تعصف به الرياح من هنا
وهناك، يحس بتناقضات ومطامع من الداخل وبالاغراءات والاضطهاد من الخارج.
مع ذلك كله " والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه " استمر في الجهد
والبناء والاحصاء والتجول والتحرك وقد سمعتم في تقرير الامين العام بعضا
من نشاطاته حتى يمكننا القول انه نجح متحديا في حقول اربعة من واجباته
الخمس وهي: تنسيق جزئي لطاقات أبنائه، تنظيم لعلاقات الطائفة مع الطوائف
الشقيقة اللبنانية، تصحيح علاقات الطائفة مع أبنائها في الخارج، والمساهمة
الذاتية في رفع مستوى أبنائه في ميادين الثقافة والتربية وتعليم المهن
وإبراز وجهها الحقيقي للمواطنين وللعالم وفي المشاركات الوطنية والقومية.

أما في حقوق الطائفة في الوظائف والمناطق فعلى الرغم من ان الدراسات
والاحصاءات أكدت مزيدا من الحرمان المعروف، وعلى الرغم من جهد سنوات أربع
في الدراسة والمطالبة والإصرار والمقابلات والوعود والإعترافات والمحاضرات
وتشكيل لجان المتابعة وغيرها. على الرغم من كل ذلك، لم يتمكن المجلس
الاسلامي الشيعي الأعلى بهذه الوسائل من أن يخطو خطوة واحدة في سبيل تحسين
الوضع رغم أن هذه المهمة هي أولى مهماته وأنها الغاية الأصلية من وجوده.

لم يتمكن مجلسنا من العمل ـ باستثناء ما سمعتم عن الاضراب المؤدي الى
تأسيس مجلس الجنوب والذي استعمل فيه الاسلوب الاخر ـ ونتيجة عدم تمكنه بدا
اليأس على ابناء الطائفة وبدأ يذوب المجلس ويتجمد وكان معرضا لان يصبح
مؤسسة شكلية تزين مجالس الحكم وتكمل زينة البلاد والطقوس الفارغة التي
تخدر أحيانا وتغضب المحرومين دائما.

وفي بداية السنة الخامسة من عمر المجلس أي في ايار 1973 وبعد مرور تجربة
فاشلة عمرها أربع سنوات وبعد اقتناع أعضاء المجلس ورئيسه واقتناع الطائفة
بعدم نجاح المطالبة والإلحاح والمقابلات والإحصاءات ومناشدة الضمائر وتحت
ضغط من الإيمان والضمير ونداء من الوطن ومطالبة من المحرومين، ولدت حركة
المطالبة بأسلوبها الجديد. تلك الحركة التي نعيش اليوم مراحلها الحاسمة
الفاصلة والتي كانت في الاساس حركة المطالبة بحقوق ابناء الطائفة في
الوظائف وبعمران المناطق التي يقطنها أكثرية أبنائها ثم تحولت إلى حركة
المطالبة بحقوق المحرومين.

إن هذه الحركة بدأت في الجلسة التاريخيةالتي انعقدت للهيئتين الشرعية
والتنفيذية في 22 حزيران 1973 ووضعت فيها الوثيقة المشهورة التي بموجبها
التزمت الاكثرية الساحقة من نواب الطائفة بالتخلي عن الحكومة اذا لم تتحقق
مطالب الطائفة خلال أربعة أشهر من تاريخ نيل الثقة.
وكان من الواضح أن الأسلوب السياسي إذا تم سيضع حداً قاطعاً للمشكلة حيث
أن الحكم في لبنان مشاركة ولا حكومة دون إشتراك الشيعة فيها وأن كل حكومة
تسقط إذا سحب نواب الشيعة ثقتهم منها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abo_zahraa
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
abo_zahraa


المزاج : سعيد
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 22
نقاط : 5293
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 37

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )   أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالأحد يناير 10, 2010 12:04 pm


مطالب المحرومين:

ولكن الخطة السياسية هذه أجلت أو تعثرت لأسباب معروفة فلم يبق أمامنا الا
اسلوب المطالبة الضاغط ولو استدعى ذللك بعض العنف. فعدنا إلى العاشوراء
وقد كان شباط 1974 يصادف عاشوراء 1393 هـ واجتمعنا في جلسة أخرى يوم 8
شباط 1974 حيث وضعت تفاصيل المطالب وهي:

1 ـ في حقل الوظائف العامة: وعلى أساس العدالة التي يؤكدها الدستور نجد أن
الطائفة الشيعية تشغل في الوقت الحاضر، وفي الفئة الأولى، على سبيل
المثال، تسعة عشر مركزا من أصل استحقاقها البالغ ثلاثين مركزا.
هذا مع العلم أن الطائفة محرومة من أي مركز في الوظائف العليا الإدارية
والقضائية بالإضافة إلى الحيف اللاحق بها في مراكز الجيش وقوى الأمن
الداخلي، فضلا عن رؤساء كل مجالس إدارات الدولة.
إن المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى يطالب بإنصاف الطائفة الشيعية بشكل سريع
عن طريق تعيين أصحاب الكفاءات من أبناء هذه الطائفة في أحد عشر مركزا من
مراكز الفئة الاولى.

2 ـ بالنسبة الى نوعية المراكز يرفض المجلس تصنيف المواطنين طائفيا ويؤكد
بقوة مطالب القائلين برفض طائفية الوظيفة وضرورة تبادلها بين مختلف
الطوائف حسب كفاءاتهم.
3 ـ ان مسألة الدفاع عن حدود الوطن وعن سلامة المواطنين في أرجاء البلاد
هي المسؤولية الأولى للسلطات، وفي هذا الحقل يحتج المجلس على إهمال قضية
الدفاع عن جنوب لبنان ولا يمكنه القبول بأعذار ومبررات غير صحيحة أو غير
كافية.
4 ـ إن الألوف من المواطنين في مناطق بعلبك ـ الهرمل وفي الشمال وفي مناطق
أخرى لا يملكون بطاقة هوية لبنانية وبالتالي يحرمون من كافة حقوق
المواطنية. إن هؤلاء لا يمكن التشكيك في لبنانيتهم ولا في ولائهم الوطني
ولكن ظروفهم الحياتية وسكناهم في مناطق نائية جعلتهم من المكتومين
والمعلقين.
5 ـ في حقل الإنماء: يؤكد المجلس على ضرورة تنفيذ مشاريع انمائية في
المناطق المحرومة والمتخلفة وذلك عن طريق قوانين وبرامج ولحظ اعتمادات في
الموازنة العامة لكي تصبح المناطق اللبنانية متقاربة المستوى ويطلب المجلس
في هذا المجال تحقيق ما يلي:

ـ تنفيذ مشروع ري الجنوب من مياه الليطاني وذلك بإنهاء الجدل حول منسوب المياه واعتماد الدراسات الدقيقة التي وضعت بهذا الخصوص.
ـ إصدار التشريعات اللازمة لتأمين اعتمادات التنفيذ.
ـ إلغاء جر مياه الليطاني الى مدينة بيروت والاستعانة بمياه نهر بيروت ونهر ابراهيم.
ـ وإعتبار مشروع الليطاني مشروعا وطنيا اجتماعيا الى جانب كونه ذا صفة اقتصادية.
6 ـ تنفيذ المشروع الجاهز للبحيرات الاصطناعية الذي يروي الاراضي الواقعة
في قضائي صور وبنت جبيل ( مثلث يارين ـ كفرا ـ يارون ) والتي لن تستفيد من
مشروع الليطاني.
7 ـ تنفيذ مشروع القاع ـ الهرمل من الاعتمادات المرصودة منذ عام 1962
وإصدار التشريع اللازم لتأمين الاعتمادات اللازمة لإنهاء شبكات الري في
المرحلة الاولى وضخ المياه في المرحلة الثانية بحيث يتم تأمين ري سبعة
الاف هكتار.
انشاء عمليات الضم والفرز بحيث تنتهي مع نهاية تنفيذ المشروع للتمكن من الافادة منه بصورة صحيحة
8 ـ لحظ الاعتمادات اللازمة لانشاء الخزان الواجب تنفيذه في بحيرة اليمونة
القديمة لتأمين ري اربعة الاف هكتار اضافية مع ما يلزم من اعتمادات لاتمام
شبكات الري في الاراضي الواقعة بين دير الاحمر ـ الكنيسة حتى شمسطار.
9 ـ تنفيذ مشروع انشاء السدود في نحلة ـ وادي سباط ـ جنتا ـ يحفوفا ـ
شمسطار، ومشروع ري سهل بعلبك من مياه رأس العين، وري الاراضي من حوش تل
صفية وايعات من مياه نبع عدوس، ومشروع منخفض عيحا، ومشروع ري مرجحين ـ
جباب الحمر من عيون أرغش، ومشروع مياه اللبوة، وتقويم مجرى الليطاني في
أراضي حوش الرافقة ـ بدنايل ـ تمنين التحتا، وتزويد مدينة بعلبك بمياه نبع
البغل ونبع اللجوج.
10 ـ عطاء الاولوية في انشاء المدارس الرسمية والمهنية ودور المعلمين
والمعلمات في الجنوب والبقاع وعكار وعدم اللجوء الى تمرير المشاريع
المدرسية في المناطق المتقدمة تدريجيا كما هو الحال الان.
11 ـ نشاء المستشفيات والمراكز الصحية في المناطق المحرومة وتحسين وضع
مستشفى الهرمل وتخصيص الأموال الموجودة في مصلحة التعمير لانشاء شبكات
المجارير في تلك المناطق وذلك بموجب قوانين نافذة تمنع التصرف الكيفي
بأموال مصلحة التعمير.
12 ـ نفيذ مشروع اوتوستراد بيروت ـ صيدا ـ صور ـ واتوستراد بيروت شتورا ـ بعلبك ـ الحدود السورية وتنفيذ مشروع طرق القرى المحرومة.
13 ـ صحيح أوضاع مزارعي التبغ وانهاء المأساة.
14 ـ يادة اعتمادات المشروع الاخضر ووضع قانون لاعطاء الاولوية للمناطق المحرومة.
15 ـ نماء الثروة الحيوانية وتعميم المشاتل الزراعية وتصنيع الزراعة وانشاء مصانع لتأمين تصريف المنتوجات الزراعية بعد تصنيعها.
16 ـ صد الاعتمادات اللازمة لانهاء التنقيب عن الاثار في مدينتي بعلبك
وصور خلال مدة عشر سنوات وانشاء فندق سياحي في بعلبك مع مشاريع سياحية في
كافة المناطق الاثرية.
17 ـ راسة شاملة للمناجم في مختلف المناطق وبصورة خاصة النفط الذي تؤكد الدراسات وجوده في لبنان.
18 ـ صحيح قانون توزيع اموال البلديات بحيث يؤمن العدالة والازدهار لمختلف البلدات اللبنانية.
19 ـ فو عام عن مخالفات البناء لكي يتمكن سكان ضواحي بيروت وغيرهم من الاستفادة من المياه والكهرباء.
20 ـ صحيح أوضاع ضواحي بيروت وبصورة خاصة الكرنتينا والنهر وحي السلم وبرج حمود وتل الزعتر وبرج البراجنة.
هكذا وبكل أصالة ومنطقية ومن خلال الواقع الموضوعي للطائفة في لبنان ولدت حركة المحرومين.

علينا أن نفهم ونغير الواقع العربي تجاه الشيعة لان القوة في لبنان تتعدل
نتيجة للضغط العربي، واضح أن المعادلات العربية في القوة تنعكس على لبنان.
ومع الأسف، الشيعة لم يكن عندهم أي عنصر ضغط عربي. العالم العربي خلال
التاريخ بدا محجوبا عن التفاعل مع ابناء الطائفة بسبب حملة الاضطهاد
الرسمي والشعبي التي كانت تتعرض لها.
نحن في المادة الثالثة، يعني في، التراث ووضع الطائفة الشيعية، سنتكلم ان
لماذا هذا الهجوم. ذلك لانهم كانوا أقلية عقائدية، وهذه الاقلية كانت خطرة
على الحكم. العالم العربي كان بأكثريته ينظر ويشك بسلامة موقع الشيعة،
ويعتبره كما يصف الكاتب المصري الكبير الأستاذ أحمد أمين في كتابه " ضحى
الاسلام " إذ يقول: " الحق أن الشيعة ملجأ يلجأ إليه كل من يريد هدم
الإسلام ". هذا رأي العالم العربي فينا، وهو نتيجة للدس والتضليل الذي
تعرض له الشيعة عبر التاريخ. يجب ان لا نشعر بأية حساسية إطلاقا يجب أن
نصحح الصورة نحن نقول إن العالم العربي لم يكن يشكل ضغطا إيجابيا
لمصلحتنا.

طبعا، نحن بدأنا نبذل جهودا لأن تفاعل الوضع العربي مع القوى في لبنان
ينعكس على واقعنا الاجتماعي. منذ تأسيس المجلس، والذي هو أول مؤسسة رسمية،
بدأنا بالرحلات والاتصالات والاعلام والمشاركة في المؤتمرات، والتعاون
الوثيق هنا مع الطائفة الاسلامية السنية. ومع ذلك، العالم العربي كان قليل
التعاطف والتفاعل مع الشيعة مما يزيد في المحنة ويقلل من قوة الموقف، وكان
ينظر بحذر شديد إلى حركة المحرومين التي أعلنت مرات أنها حركة لا طائفية.
وسنرى في الفصل القادم أن واقع الطائفة العقائدي والتراثي يؤكد التزامها
التام بإسلاميتها، وبكونها طليعة النضال والحركة لخدمة الاسلام. اما البحث
عن عروبة الشيعة فهذا بحث طويل، حول أن الشيعة ليسوا عربا بل من ايران،
موضع إهتمام ورد وجدل، ومستشرقون مثل ( لامنس ) وغيره اشتركوا حتى يدسوا
ويخلقوا صراعات داخلية لأنهم كانوا مكلفين بتعميق الهوة بين المسلمين.
هذا البحث أصبح واضحا اليوم بعد الدراسات التي وضعت مؤخرا، وخاصة محمد علي
مكي وتثبت أن الشيعة في التزاماتهم يفوقون الاخرين، والإشارة إلى ما جاء
على لسان أحمد أمين وما جاء في كتاب الشيخ صبحي الصالح " النظم الاسلامية
" حول الشيعة تحت عنوان الطوائف الناقمة على الإسلام وغيرها من التهجمات
إنما المقصود بها أن تذكر أننا نحن طليعة المسلمين وأننا أخوة وأن العالم
العربي نتيجة التظليل الذي مر فيه كان ينظر إلينا بشك والحمدالله الذي لا
يحمد على مكروه سواه فنحن لا نريد أن نشعر بحساسية إطلاقا". هم مظللون
علينا أن نصحح الصورة ولكن بالإختصار أن العالم العربي لم يكن يشكل ضغطا"
إيجابيا" لمصلحتنا.
إذا"، في بحثنا اليوم، قرأنا موضوعين: الواقع الاجتماعي والسياسي في
لبنان، والواقع الاجتماعي والسياسي للشيعة في لبنان والعالم العربي.
أمامنا نقطتان: العوامل التاريخية والعقائدية عند الشيعة، ودور القيادة.
مع دراسة هذين الموضوعين تكتمل الصورة وظروف النشأة لحركة المحرومين، أي،
بداية نشأتها طبعا. نحن الان نسلم هاتين المحاضرتين للجنة الثقافية
المركزية للطبع والتوزيع وكما ذكرت قراءة ودراسة هذه المواد إلزامية لشباب
الحركة. وبنفس الوقت، في المناقشات التي تجري في الخلايا وفي صفوف
الكوادر. طبعا، يلخص المسؤول المناقشات ويرسلها إلى اللجنة الثقافية
المركزية حتى تتحول بدورها إلى مكتب العقيدة والثقافة.









__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abo_zahraa
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
abo_zahraa


المزاج : سعيد
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 22
نقاط : 5293
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 37

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )   أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالأحد يناير 10, 2010 12:06 pm

حركة المحرومين ـ ثورة مؤمنة انسانية




في الابحاث السابقة لاحظنا:

اولاً: الاوضاع الاجتماعية والسياسية ومختلف الشؤون الحياتية التي كانت سائدة في لبنان منذ 1860، حتى الان.
ثانياً: وضع الطائفة الاسلامية الشيعية اجتماعيا وسياسيا وحياتيا.
ثالثاً:الفكر الشيعي المقتبس من التراث ومن صميم المبادىء الايمانية والمواقف التاريخية للقادة.


وبنتيجة هذه الابحاث اكتشفنا ان حركة المحرومين في لبنان، تملك كافة معالم
ثورة مؤمنة انسانية لا طائفية، رغم انها حركة انطلقت من صميم ابناء
الطائفة الشيعية وبمشاركة قيادتها الروحية المسؤولة.
وذلك لان الثورة الحقة، في مفهومها العام الصحيح هي حركة تقدمية عادلة
ترفض الوضع السائد في المجتمع الظالم المتخلف وتملك ايدولوجية متكاملة.
اما اولئك الذين حصروا الثورة في حركة طبقية، او في فئة معينة، فانما
نظروا الى واقع الحركات المعاصرة لهم، فلو عاشوا في فترة اخرى من الزمن
لكان لهم رأي آخر.
وقد اخرنا البحث في الشرط الرابع من شروط الثورة، وهو القيادة، الى ما بعد دراسة ابحاث ضرورية لتوضيح معالمها.
بقي هنا بعض النقاط الاساسية في بحثنا هذا.

اولها: ان هذه الحركة " حركة المحرومين " كانت عادلة وباتجاه تقدم الانسان
في التاريخ، لمجرد العوامل التي تحدثنا عنها في المادتين الاولى والثانية،
ولكن الحركة هذه كانت من مقتضيات الضرورة التاريخية بسبب المزيد من
العوامل التي تعتبر على خلاف سير التاريخ.
فالظلم واغتصاب حقوق ابناء الطائفة، ازداد بصورة واضحة خلال السبعينات،
وازداد بوجه خاص عدد المحرومين لدى الطوائف الاخرى، وارتفع مستوى الوعي
والثقافة لدى المحرومين.

ومن جهة اخرى، فقد زرعت اسرائيل بشكل مجحف وعلى خلاف جميع القواعد
المعروفة في قلب هذه المنطقة، وقد نتجت عن هذه الظاهرة نتائج كبيرة وخطيرة
ذات ابعاد حضارية وبشرية وثقافية وامنية واقتصادية تعد انتكاسة فريدة في
تاريخ المنطقة بل وفي تاريخ العالم.


ان هذه النتائج بمضاعفاتها وتفاعلاتها جعلت مصائر الشعوب مهزوزة، كما سلبت
الثقة عن الالتزامات الدولية ووجود وفاعلية الرأي العام العالمي وغيرت
المعادلات السياسية والقيم المتداولة بين الشعوب ودول المنطقة.
ومن اخطر نتائج هذه الفاجعة، كانت مسألة تشريد الشعب الفلسطيني، ثم تجاهل
حقوق هذا الشعب في وطنه وفي العيش الكريم مدة ربع قرن تقريبا، مما جعل
الشعب الفلسطيني يضطر لتحمل مسؤولية عودته الى الوطن وعودة الوطن اليه دون
ان يعتبرها امانة في عنق احد او سببا في تحركات المؤسسات الدولية والضمائر
الحية في العالم. وكانت المقاومة الفلسطينية.
وجاء بعد ذلك موقف الشعوب والدول العربية والعالم كله امام انتفاضة الشعب الفلسطيني، وما في ذلك من تجارب محزنة وغنية.


وهنا ندرك مدى تأثير هذا العنصر على قيام حركة المحرومين وخياراتها
وابعادها، حتى ان ميثاق الحركة اعتبر قضية الشعب الفلسطيني هي في عقلها
وقلبها.
ولا بد من اعتبار المحنة اللبنانية، وهي من نتائج وجود اسرائيل، من أهم العوامل المؤثرة في ضرورة انبثاق هذه الحركة وعدالتها ونموها.


وأخيرا فان الحركات الثورية المؤمنة التي انطلقت مؤخرا في اقطار العالم
عامة وفي العالمين العربي والاسلامي خاصة، واطلاع اللبنانين جميعا على
تاريخها ونتائجها سيما بعد ان فقدت الحركات الماركسية رونقها الثوري
والتقدمي والمناقبي، بسبب التطورات العالمية، وبعد ان استلمت هذه الحركات
مسؤوليات الحكم في ثلث العالم تقريبا، كما ان تجربة الحركات الثورية
المؤمنة، الوطنية التحررية منها او الاجتماعية السياسية مع تنوعها
وتطوراتها أحدثت تفاعلات كبرى في نفوس اللبنانين، سيما المحرومين منهم.


وبعد نصف قرن من تجربة الثورات العالمية الماركسية ومشتقاتها العربية تبين
بصورة موضوعية ان هذه التجارب لا تتناسب مع ارضنا وتاريخنا ولا تحول
انساننا الى ثائر حقيقي بالمعنى الصحيح. ولذلك فانها لم تقدم خلال هذه
المدة أية خدمة وطنية سياسية او اجتماعية للناس كما لم تسجل اي موقف حقيقي
لمصلحة العرب أمام اسرائيل، ان لم تكن قد ميعت في بعض الاوقات مواقف
الاخرين وساهمت بوجه أو باخر في التراجع العربي أمام اسرائيل.
اما موقف هذه الحركات في المحنة الوطنية اللبنانية فأنه بحث، ويبحث خلال التقييم العام للاحداث مرحلة مرحلة.

ثانيها: ان الايديولوجية التي تعتمدها الحركة والتي استلهمت اسسها من
التجربة التاريخية تؤكد ان توفر القيادة الصالحة والتنظيم هما عنصرا
الاساس في نجاح كل حركة في العالم.

ووجدنا ان درجة المسؤولية لدى القائد تبلغ حد الشهادة، كما شاهدنا دقة
التجربة التاريخية في انتقاء القائد حتى تكاد ان تكون القيادة واقعا كونيا
وخلقيا وليس انتخابا وتعيينا، كما اننا سوف ندرس بعض مواصفات قيادة الحركة
في مرحلة تأسيسها.
اما الآن فاننا نتوحه الى مبدأ التنظيم وضرورته في نجاح الثورة. إن الفرد،
كل فرد، يملك من الطاقات والكفاءات درجة محدودة مهما كان عبقريا. والتنظيم
ليس اضافة فرد أو افراد الى فرد لان ذلك أيضا لا يخرج الطاقات والكفاءات
عن درجتها المحدودة.

ومن الكفاءات والطاقات المحدودة لا يمكن نجاح الثورة، حيث ان طاقات
المنتفعين من الوضع الاجتماعي القائم ومصالحهم وامكانياتهم التي تسخر لهم
عناصر وطاقات اخرى، تفوق طاقات الافراد مهما كثرت. بالاضافة الى ان تملك
زمام الامور والتحالفات القائمة بين المسلطين على الشعوب تجعل المعادلة في
الصراع ضد مصلحة الثوار دائما. ان الثورة تحتاج الى طاقات تقلب المعادلات.


ان المطلوب في التنظيم، والتنظيم هو الذي يحول الفرد الى الجماعة، وهو ان
يصبح جميع الافراد بمنزلة جسم واحد كبير منتشر في كل مكان، وان تتوزع
المسؤوليات على العناصر كما هي موزعة على اعضاء الجسم الواحد: فالعين مثلا
لم تستلم مهمة الإبصار بناء على التعيين او الانتخاب او التكليف بل لانه
لا يمكن لاي عضو اخر ان يقوم بما تقوم به العين، وهكذا. وهذا هو الوضع في
الموجودات الطبيعية الكونية في العالم الواحد.
ولذلك فان المجتمع ـ كبيراً كان ام صغيراً ـ ينسجم وينجح ويخلد في العالم
عندما يكون في الترابط وفي تقسييم المسؤوليات مثل الانسان الفرد ومثل
الكون الكبير.


ولاشك ان درجة النجاح في انجاح مهمة " التجميع " تعود الى مدى دقة التنظيم كما تعود الى سلامة الهدف.
ان العمل التنظيمي بحق هو ترويض للفرد المنظم بحيث يصبح العضو اداة لا هدفا.
والهدف: هو الغاية التي من أجلها انشيء التنظيم.
وتتفاعل الاداة بالهدف لتكون وحدة منسجمة في حياة العمل التنظيمي.
فانا لا اريد مثلا ان انتصر لنفسي ولمصلحتي على حساب التنظيم بل اريد الانتصار للتنظيم وجعله يتخطى العقبات التي تعترضه.


إن العمل التنظيمي عمل جماعي لا عمل فردي وفيه تذوب الأنا الذاتية في
الأنا الجماعية. مثلا، اذا اخذنا العمل الرياضي، فهناك فرق بين ان تكون
الرياضة بين بطلين واحد منهم ينتصر على الاخر، وبين ما يسمى بالفريق
والفريق الاخر، بالنسبة لفريق كرة السلة او فريق كرة القدم مثلا، فالفريق
كله هو الذي ينتصر او ينهزم.
وهكذا لا يستطيع اي فريق رياضي ان يحقق الانتصار الا بعد ذوبان الانا
الفردية من قبل العناصر المؤلف منها الفريق والاقتناع بان انتصار الفريق
الجماعي هو انتصار فردي بل انه اوسع وأكبر.
اجل ان اكثر ما يهذب الذات هي القيم التي تقهر الفرد طوعيا من اجل تربية الانا وتوجيهها في الجماعة والمجتمع.
نحن نعلم نشأة الاسلام، وكيف وزع الرسول (ص) الادوار على المسلمين
الاوائل: فهناك الهجرة الاولى الى الحبشة ودورها في تعريف المحيط الجغرافي
بالدعوة.
ـ الهجرة الثانية ومبيت الامام علي على الفراش كي يسلم الرسول.
ـ ورحيل الرسول وابي بكر.
ـ وقعة بدر ودور التنظيم والانصهار فيها الذي خلق الانتصار.
ـ وقعة احد وضياع الامتثال للرسول والهزيمة رغم وفرة العدد بسبب عدم الامتثال للمنظم.
العالم كله يشهد تاريخيا اهمية دور العمل التنظيمي فكان الياباني اكثر ولاء للوطن وخاصة في معركة " بيرل هاربر ".
الثورة الجزائرية عرفت التنظيم الصحيح حيث كان الشعار " كل شيء في خدمة الاستقلال ".
الخلية في جبهة التحرير الجزائرية كان همها تلقي الاوامر دون ان تعلم من
الآمر حتى لا يكتشف سر القيادة، وبعد عمليات التعذيب التي كان يتعرض لها
المتهم كان يقول بان الرسالة امرته " والحق على الرسالة ".
وقول الرسول: " ان يد الله مع الجماعة "، مع الفهم الصحيح لكلمة يد الله
ومفهومها اللانهائي الشامل يلقي الاضواء على اهمية ولادة الجماعة.


اما الآية الكريمة: " قل انما اعظكم بواحدة ان تقوموا لله مثنى وفرادى "
[سبأ\46]، فإن كلمة مثنى وهي رمز التجمع تسبق كلمة فرادى بعكس الترتيب
الطبيعي.
فلنعلم اذاً أن عدم التنظيم يخلق بعثرة في الجهود ويفقد التخطيط قوته وفعاليته ومن هنا كانت ضرورة الاطاعة العسكرية والتنظيمية.


ولكن المدهش هو القسم الاخر من الآية "... ثم تتفكروا ما بصاحبكم من جنة "
ذلك ان اهداف الرسول المعلنة كما حصل في " غزوة الخندق " عندما قال
الرسول: " ارى في الشرارة الصادرة عن كسر الاحجار قصور كسرى وقيصر "، وغير
المعلنة، كانت تجعل لسان وآراء المنافقين والضعفاء لغير مصلحة الرسول وضد
النهضة المحمدية حتى بلغ ذلك درجة اتهامه بالجنون.


فيقول القرآن الكريم: ان القيام الصحيح ـ لله جماعيا ـ اي منظما ـ وفرادى
ـ اي مع صناعة الفرد لذاته هو الذي يحقق المعجزات فترون ان نبيكم ليس
مجنونا في اهدافه ومطامحه.
وأوضح التعاليم القرآنية في مبدأ التنظيم هو الآية: " والسماء رفعها ووضع
الميزان ألا تطغوا في الميزان " [ الرحمن \ 7 ـ 8 ]، حيث يجعل النظام
الكوني رؤية اساسية للنظام الحياتي.
ويؤكد على وجود النظام الدقيق في الكون، في السماء والارض، ذلك لكي يحاول الانسان ان ينظم عملهاليومي وألا يخرج عن الموازين.
اما تاريخنا العام، وبخاصة سلوك آل البيت، فانه يضم نماذج تؤكد وجود التنظيم لديهم
































.










__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abo_zahraa
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
abo_zahraa


المزاج : سعيد
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 22
نقاط : 5293
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 37

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )   أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالأحد يناير 10, 2010 12:08 pm

ميثاق حركة أمل
إن حركة المحرومين (أمل) في لبنان تمتد جذورها عبر الزمن مع وجود الإنسان
منذ أن كان . إنها طموحة نحو حياة أفضل ، تدفعه للتصدي لكل ما يفسد عليه
حياته أو يجمد مواهبه أو يهدد مستقبله لذلك فإنها حركة الإنسان العامة في
التاريخ ، قادها الأنبياء والأولياء والمصلحون ودفعها المجاهدون ، وأغناها
الشهداء الخالدون


أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) AmaL5


وهذا الترابط العميق عبر التاريخ ، والمواكبة الشاملة في أنحاء العالم ،
وهذه التجربة المعاشة للإنسان، وكل إنسان ، تعزز حركة ألمحرومين (أمل) في
لبنان وتنير طريقها وتضمن استمرارها ونجاحها وعندما نحاول رسم معالم حركة
المحرومين (أمل) في لبنان ، بما للبنان من أبعاد حضارية ، وبما لهذه
الفترة الزمنية .الحافلة بالأحداث ، وما لهذه المنطقة التي بدأت تدخل
مجدداً في التاريخ من بابه الواسع من تفاعلات وعندما نحاول أن نرسم معالم
هذه الحركة نجد الأبعاد التالية :


أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) AmaL1


المبدأ الأول: إن هذه الحركة تنطلق من الإيمان
بالله بمـعناه الحـقيقي لا بـمفهومه التجريدي فإنه الأساس لكافة نشاطاتنا
الحياتية ولعلاقاتنا الإنسانية وهو الذي يجـدد عزيمتنا بإستمرار وثقتنا
ويزيد طموحنا ويصون سلوكناكما وانها تعتمد على أسـاس الإيمان بالإنسان ،
بوجوده ، بحريته وبكرامته. والحـقيقة أن الإيمان بالإنـسان هو البعد
الأرضـي للإيمان بالله ، بعد لا يمكن فـصله عن البـعد السمـاوي واليـنابيع
الأصلية للأديان تؤكد ذلك بإصرار




المبدأ الثاني:أما تراثنا العظيم في لبنان وفي
الشرق كله الحافل بالتجارب الإنسانية الناجحة المشرق بالبطولات والتضحيات
والزاخر بالحضارات والقيم فهو الذي برسم الخطوط التفصيلية للطريق ويؤكد
أصالتنا ويعطي سبباً واضحاً لوجودنا وسنداً قاطعاً لمشاركتنا
الحضاريةوبنفس الوقت فإن الاستفادة من التجارب في أقطار الأرض مع الإحتفاض
بالأصالة دليل رغبتنا الأكيدة الى الكمال والتقدم وقناعتنا بوحدة العائلة
البشرية وتفاعلها .




المبدأ الثالث:إن حركة المحرومين أمل انطلاقا
من هذه المبادئ تؤمن بالحرية الكاملة للمواطن وتحارب دون هوادة كافة أنواع
الظلم من استبداد وإقطاع وتسلط وتصنيف المواطنين وتعتبر أن نظام الطائفية
السياسية في لبنان لم يعط ثماره وهو الأن يمنع التطور السياسي ويجمد
المؤسسات الوطنية ويصنف المواطنين ويزعزع الوحدة الوطنية.


أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) AmaL1


المبدأ الرابع:وترفض الحركة الظلم الاقتصادي
وأسبابه من احتكار واستثمار الإنسان لأخيه الإنسان وتحول المواطن إلى
المستهلك والمجتمع إلى تجمع المستهلكين وحصر النشاطات الاقتصادية في أعمال
الربا والتحول إلى سوق للإنتاج العالمي وتعتقد الحركة أن توفير الفرص
لجميع المواطنين هو أبسط حقوقهم في الوطن وأن العدالة الإجتماعية الشاملة
هي أولى واجبات الدولة



المبدأ الخامس: إن حركة المحرومين هي حركة
وطنية تتمسك بالسيادة الوطنية وسلامة أراضي الوطن وتحارب الاستعمار
والاعتداءات والمطامع التي يتعرض لها لبنان والحركة هذه تعتبر أن التمسك
بالسيادة بالمصالح القومية وتحرير الأرض العربية وحرية أبناء الأمة هي من
صميم التزاماتها الوطنية لا تنفصل عنها وغنيُ عن القول أن صيانة لبنان
الجنوبي والدفاع عن تنميته هو جوهر الوطنية وأساسها حيث لا يمكن بقاء
الوطن بدون الجنوب ولا تصور المواطنية الحقة بدون الوفاء للجنوب .




المبدأ السادس:فلسطين ، الأرض المقدسة ، التي
تعرضت ولم تزل لجميع أنواع الظلم هي في صلب حركتنا وعقلها وأن السعي
لتحريرها أولى واجباتنا وأن الوقوف إلى جانب شعبها وصيانة مقاومته
والتلاحم معها شرف الحركة وإيمانها سيما وأن الصهيونية تشكل الخطر الفعلي
والمستقبلي على لبنان وعلى القيم التي نؤمن بها وعلى الإنسانية جمعاء
وإنها ترى في لبنان بتعايش الطوائف فيه تحدياً دائماً لها ومنافساً قوياً
لكيانها.



المبدأ السابع:إن هذه الحركة لا تصنف
المواطنين ولا ترفض التعاون مع الأفراد أو الفئات الشريفة التي ترغب في
بناء لبنان أفضل إنها ليست حركة طائفية ولا عمل خيرياً ولا موعظة ونصحاً
ولا تهدف إلى تحقيق مكاسب فئوية إنها حركة المحرومين جميعاً إتها تتبنى
الحاجات وتنظر إلى حرمان المواطنين وتدرس الحلول وتتحرك فوراً لأجلها
وتناضل إلى جانب المحرومين إلى النهاية لذلك فإنها تعتقد أنها حركة
اللبنانيين الشرفاء جميعاً أولئك الذين يخسون بالحرمان في حاضرهم وأولئك
الذين يشعرون بالقلق على مستقبلهم



أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) AmaL1


شروط العضوية في حركة أمل
إن العضو في حركة أمل هو الذي يتوفر لديه
ـ الإيمان بميثاق الحركة والعمل على تنفيذ مبادئها والتحلي بالإنضباطية لجهة إحترام القيادة وتنفيذ قراراتها
ـ أن يكون بالغاً وراشداً
ـ أن لا يكون منتمياً الى أي حزب أو تنظيم أو قوة سياسية غيرها، أما إذا
كان الراغب منتمياً إلى حزب سياسي أو أي قوة تنظيمية وأوقف نشاطه فيجب
إثبات انسحابه من الحزب بواسطة الممارسة العملية والفعالة للقواعد والأسس
المبدئية للحركة كما يجب تجاوزه مرحلة الاختبار لمدة 6 أشهر
ـ أن ينصهر قلباً وقالباً بمبادىء الحركة وأهدافها وأن يكون مثالاً لهذه المبادىء والأهداف أمام الشعب
ـ أن يكون مدرباً عندما يكون سليم الجسم
ـ أن يتحلى بالصفات الخلقية والتربوية والاجتماعية اللائقة
ـ أن يقسم اليمين الحركي الآتي نصه، أمام القائد أو من يفوضه القائد


أقسم بالله العظيم أنني مؤمن بما ورد في ميثاق
حركة أمل الذي اطلعت عليه وأنني أعمل بجميع طاقاتي لتحقيقه وفقاً لما يقره
تنظيم الحركة وأن أقوم بخدمة التنظيم مفضلاً مصلحته على منافعي الذاتية
معتبراً أعضاءه إخوتي محتفظاً بما أعلم عنه وديعة لا أبوح بها إلا للتنفيذ
وأن أكون نموذجاً صالحاً في سلوكي الخاص وفي تضحياتي وجهدي وفي التزامي
بالقيم ومحبتي للناس، انني أقسم باللهعلى ذلك وأشهده وأنبياءه والأولياء
والشهداء
والصالحين على ما أقول



ـ أن يوافق على عضويته، المكتب التنظيمي ويسجل اسمه في سجل هذا المكتب بعد تقديم طلب خطي موقع منه
وأخيرا: إن حركة المحرومين هي حركة الجميع إنها تتبنى الحاجات وتنظر إلى
حرمان المواطنين.... وتدري الحلول وتتحرك فوراً لأجلها وتناضل إلى جانب
المحرومين إلى النهاية إنها حركة اللبنانيين الشرفاء أولئك الذين يحسون
بالحرمان وأولئك الذين يشعرون بالقلق على مستقبلهم


إنها حركة اللبناني نحو الأفضل....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abo_zahraa
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
abo_zahraa


المزاج : سعيد
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 22
نقاط : 5293
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 37

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )   أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالأحد يناير 10, 2010 12:09 pm

ألأمام السيد موسى الصدر


أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Amal43


أولاً: نسبه


الامام السيد موسى الصدر هو ابن السيد صدر الدين ابن السيد اسماعيل ابن
السيد صدر الدين ابن السيد صالح شرف الدين، من جبل عامل في جنوب لبنان.
ولد السيد صالح شرف الدين في قرية شحور ( قضاء صور - جنوب لبنان) سنة
1122هـ. وأقام فيها ، وكان عالماً دينياً جليلاً، وكان يملك مزرعة اسمها (
شدغيت ) بالقرب من قرية معركة (قضاء صور)، وفي هذه المزرعة ولد ابنه السيد
صدر الدين. تعرض السيد صالح شرف الدين لاضطهاد أحمد الجزّار، في إطار حملة
الجزار الشاملة باضطهاد العلماء المسلمين الشيعة في جبل عامل، فأقدم جنود
الجزار على قتل ابنه الاكبر السيد هبة الدين، وكان في الحادية والعشرين من
عمره، أمام بـيت والده في قرية شحور وبحضوره، ثم اعتقلوا السيد صـالـح
وبقي تسعة أشهر في معتقله في عكا إلى أن تمكن من الفرار إلى العراق حيث
أقام في النجف الأشرف.
تبع السيد صالح إلى النجف الاشرف أخوه السيد محمد الذي ألحق به زوجته وولديه السيد صدر الدين والسيد محمد علي.
صار السيد صدر الدين ابن السيد صالح من جهابذة علماء الدين وتزوج ابنة
المجتهد الاكبر الشيخ كاشف الغطاء، ثم نزح إلى أصفهان في ايران، وأنجب
خمسة علماء دين أصغرهم السيد اسماعيل الذي ترك أصفهان وأقام في النجف
الأشرف وعرف بـأسم السيد الصدر وانعقدت له المرجعية العامة للشيعة إلى أن
توفي سنة 1338هـ. تاركاً أربعة أولاد صاروا علماء دين، أولهم السيد محمد
مهدي الذي صار أحد مراجع الدين الكبار في الكاظمية قرب بغداد وشارك في
الثـورة العراقية ( ابن عمه السـيد محمد الصدر تولى رئاسة الوزارة في
العراق وكان أحد قادة الثورة العراقية الكبار وشملت قيادته منطقتي سامراء
والدجيل)، وثانيهم السيد صدر الدين ( والد الامام السيد موسى الصدر) قاد
في شبابه حركة دينية تقدمية وارتبط اسمه بالنهضة الادبية العراقية ثـم
هاجر إلى ايران واستوطن خراسان وتزوج من السيدة صفية ( والـدة الامـام
السيد موسى الصدر) كريمة السيد حسين القمي المرجع الديني للشيعة ،
واستدعاه المرجع العام الشيخ عبد الكريم اليزدى ليقيم معه في (قم) معاوناً
له في إدارة الحوزة الدينية ، وصار أحد أركان هذه الحوزة الكبار ومرجعاً
معروفاً، وأنشأ مؤسسات علمية ودينية واجتماعية وصحية ، وتوفي سنة 1954م.






ثانياً: نشأته وعلومه


ولد الامام السيد موسى الصدر في 15 نيسان 1928م في مدينة "قم" في ايران
حيث تلقى في مدارسها الحديثه علومه الابتدائية والثانوية، كما تلقى دراسات
دينية في كلية "قم" للفقه.

تابع دراسته الجامعية في كلية الحقوق بجامعة طهران ، وكانت عمّته أول عمامة تدخل حرم هذه الجامعة، وحاز الأجازة في الاقتصاد.

أتقن اللغتين العربية والفارسية، وألّم باللغتين الفرنسية والانكليزية.

صار أستاذاً محاضراً في الفقه والمنطق في جامعة "قم" الدينية.

أنشأ في "قم" مجلة باسم "مكتب إسلام" أي المدرسة الاسلامية، امتيازها باسمه، وأدارها سنوات، وصارت أكبر مجلة دينية في ايران.

انتقل في سنة 1954 إلى العراق ، وبقي في النجف الأشرف أربع سنوات يحضر
فيها دروس المراجع الدينية الكبرى: السيد محسن الحكيم، الشيخ محمد رضا آل
ياسين والسيد ابو القاسم الخوئي، في الفقه والأصول.

تزوج سنة 1955 ورزق أربعة أولاد: صبيان وبنتان.



ثالثاً: كتاباته ومحاضراته


-1 مؤلفات: جمعت بعض محاضراته وأبحاثه في كتابين

أ- منبر ومحراب..

ب- الاسلام عقيدة راسخة ومنهج حياة ..



وقد بدأ مركز الإمام الصدر للأبحاث والدراسات بجمع كتابات ومقالات الإمام ونشرها تباعاً منذ 1995 وقد صدر حتى الآن الكتب التالية:



- الاسلام وثقافة القرن العشرين

- الاسلام والتفاوت الطبقي

- حوارات صحفية (1) : تأسيساً لمجتمع مقاوم

- حوارات صحفية (2) : الوحدة والتحرير

- معالم التربية القرآنية "دراسات للحياة"

- معالم التربية القرآنية "احاديث السحر"

- المذهب الاقتصادي في الإسلام

- أبجدية الحوار



كما أصدر المركز عشرات المقالات المطبوعة في كتيبات منها:

- حوار تصادمي

- الاسلام وكرامة الانسان

- الدين وحركات التحرر

- العدالة الاقتصادية والاجتماعية في الاسلام

- القضية الفلسطينية وأطماع اسرائيل في لبنان

- تقرير الى المحرومين

- رعاية الاسلام للقيم والمعاني الانسانية

- الجانب الاجتماعي في الاسلام

- الاسلام، الاصالة- الروحية- التطور



-2 كتب الإمام مقدمات مطولة للمؤلفات التالية:

- كتاب "تاريخ الفلسفة الاسلامية" للبروفسور الفرنسي هنري كوربان،1966.

- كتاب "القرآن الكريم والعلوم الطبيعية" للمهندس يوسف مروة،1967 .

- كتاب "فاطمة الزهراء" للأديب الجزائري سليمان الكتاني. وهذا الكتاب نال جائزة أحسن كتاب عن فاطمة الزهراء، 1968.

- كتاب "ثمن الجنوب" لمؤلفة جان نانو.

-كتاب "حديث الغدير" لآية الله السيد مرتضى خسروشاهي 1978 .

- كتاب "تاريخ جباع" للاستاذ علي مروة.



-3 محاضرات:

ألقى مئات المحاضرات في الجامعات والمعاهد العلمية اللبنانية وفي الندوة
اللبنانية وفي المؤسسات والمراكز الدينية والثقافية والاجتماعية الاسلامية
والمسيحية وفي مؤتمرات البحوث الاسلامية في مصر (الازهر) مكة
المكرمة،الجزائر والمغرب وفي اوروبا (المانيا وفرنسا) والاتحاد السوفياتي
.

محاضراته في مواضيع مختلفة: دينية، تربوية، ثقافية، اجتماعية، وطنية، قومية وانسانية. ولا يزال معظمها غير منشور حتى الآن.


رابعاً: قدومه إلى لبنان


قدم الإمام السيد موسى الصدر إلى لبنان- أرض أجداده - أول مرة سنة 1955،
فتعرف إلى أنسبائه في صور وشحور ، وحلّ ضيفاً في دار كبيرهم حجة الاسلام
المرجع الديني السيد عبد الحسين شرف الدين الذي تعرف إلى مواهب الإمام
الصدر ومزاياه ، وصار يتحدث عنه في مجالسه بما يوحي بجدارته لأن يخلفه في
مركزه بعد وفاته.

فبعد أن توفي حجة الاسلام السيد عبد الحسين شرف الدين بتاريخ 30/12/1957،
كتبت"صور" رسالة إلى الإمام الصدر في "قم" تدعوه إليها. ولفته المرجع
السيد البروجردي إلى ضرورة تلبية الدعوة.

وهكذا قدم الإمام الصدر إلى لبنان في أواخر سنة 1959 وأقام في مدينة صور.



خامساً: نشاطاته قبل إنشاء المجلس الإسلامي الشعي الأعلى


بدأ الامام الصدر الرعاية الدينية والخدمة العامة في صور، موسعاً نطاق
الدعوة والعمل الديني بالمحاضرات والندوات والاجتماعات والزيارات ،
ومتجاوزاً سلوك الاكتفاء بالوعظ الديني إلى الاهتمام بشؤون المجتمع.
وتحرّك في مختلف قرى جبل عامل ثم في قرى منطقة بعلبك- الهرمل، يعيش حياة
سكانها ومعاناتهم من التخلف والحرمان. ثم تجوّل في باقي المناطق
اللبنانية، متعرفاً على أحوالها ومحاضراً فيها ومنشئاً علاقات مع الناس من
مختلف فئات المجتمع اللبناني وطوائفه، وداعياً إلى نبذ التفرقة الطائفية
باعتبار أن وظيفة الدين هي الاستقامة الاخلاقية و"أن الأديان واحدة في
البدء والهدف والمصير " (راجع خطبته في كنيسة الكبوشية، أبجدية الحوار)
وداعياً أيضاً إلى نبذ المشاعر العنصرية وإلى تفاعل الحضارات الإنسانية
وإلى مكافحة الآفات الاجتماعية والفساد والالحاد.

وفي مدينة صور، نجح في القضاء على التسوّل والتشرّد ، وفي شدّ أواصر الأخوة بين المواطنين من مختلف الطوائف.


وشارك في " الحركة الاجتماعية " مع المطران غريغوار حداد في عشرات
المشاريع الاجتماعية. وساهم في العديد من الجمعيات الخيرية والثقافية.
وأعاد تنظيم "جمعية البر والاحسان" في صور وتولى نظارتها العامة، وجمع لها
تبرعات ومساعدات أنشأ بها مؤسسة اجتماعية لايواء وتعليم الايتام وذوي
الحالات الاجتماعية الصعبة ثم أنشأ مدرسة فنية عالية باسم "مدرسة جبل عامل
المهنية" وأنشأ مدرسة فنية عالية للتمريض وكذلك مدرسة داخلية خاصة للبنات
باسم "بيت الفتاة" . كما أنشأ في صور "معهد الدراسات الاسلامية".


سافر الإمام الصدر إلى عدة بلدان عربية وإسلامية وإفريقية وأوروبية ،
مساهماً في المؤتمرات الاسلامية ، ومحاضراً، ومتفقداً أحوال الجاليات
اللبنانية والاسلامية ، ودارساً معالم الحياة الاوربية (راجع حول رحلاته
كتاب" حوارات صحفية" الجزء الاول- تأسيساً لمجتمع مقاوم) ، ومتصلاً بذوي
الفعاليات والنشاطات الإنسانية والاجتماعية والثقافية.


وبعد أن وقف على أحوال الطائفة الاسلامية الشيعية ومناطقها ومؤسساتها في
لبنان ، ظهرت له الحاجة إلى تنظيم شؤون هذه الطائفة، باعتبار أن لبنان
يعتمد نظام الطوائف الدينية وأن لكل من الطوائف الاخرى تنظيماً يختص بها،
وكان قد أنشئ بالمرسوم الاشتراعي رقم 18 تاريخ 13/1/1955 تنظيم خاص
بالطائفة الاسلامية السنية يعلن استقلالها، وأنشئ بعده بالقانون الصادر
بتاريخ 7/12/62 تنظيم خاص بالطائفة الدرزية ، بحيث بقيت الطائفة الإسلامية
الشيعية وحدها دون تنظيم.

فأخذ يدعو إلى إنشاء مجلس يرعى شؤون هذه الطائفة أسوة بالطوائف الأخرى ،
ولقيت دعوته معارضة من بعض الزعماء السياسيين في الطائفة ومن بعض القوى
خارجها. واستمر متابعاً هذه الدعوة سنوات، وفي مؤتمر صحفي عقده في بيروت
بتاريخ 15/8/66 عرض آلام الطائفة ومظاهر حرمانها، بشكل علمي مدروس ومبني
على إحصاءات، وبيّن الأسباب الموجبة للمطالبة بإنشاء هذا المجلس ، وأعلن
أن هذا المطلب أصبح مطلباً جماهيرياً تتعلق به آمال الطائفة.

وأتت الدعوة نتائجها بإجماع نواب الطائفة الاسلامية الشيعية على تقديم
اقتراح قانون بالتنظيم المنشود، أقره مجلس النواب بالاجماع في جلسة
16/5/67، وصدقه رئيس الجمهورية بتاريخ 19/12/1967، وبمقتضاه أُنشئ "المجلس
الإسلامي الشيعي الأعلى" ليتولى شؤون الطائفة ويدافع عن حقوقها ويحافظ على
مصالحها ويسهر على مؤسساتها ويعمل على رفع مستواها. ونص القانون المذكور
على أن يكون لهذا المجلس رئيس يمثله ويمثل الطائفة ويتمتع بذات الحرمة
والحقوق والامتيازات التي يتمتع بها رؤساء الأديان.







سادساً: نشاطاته بعد توليه رئاسة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى



1- انتخابه وولايته:

بتاريخ 69/5/23 انتخب الإمام السيد موسى الصدر أول رئيس للمجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.

وكانت ولاية الرئيس محددة في قانون إنشاء المجلس، بست سنوات.

ونظراً لكون ولاية رؤساء الطوائف الأخرى تمتد مدى الحياة، فلقد جرى تعديل
مدة ولاية رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بحيث أصبحت لغاية إتمامه
الخامسة والستين من العمر. وتم هذا التعديل وفقاً للأصول بعد موافقة
الهيئة العام للمجلس بالاجماع بتاريخ 29/3/75.



2- برنامجه

أعلن برنامج عمله لتحقيق أهداف المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ، في خطاب
ألقاه يوم انتخابه، وفي كلمته الترحيبية برئيس الجمهورية اللبنانية عندما
قدم لتهنئته بتاريخ 29/5/69، وفي البيان الأول الذي أصدره بتاريخ 10/6/69.


تضمن هذا البرنامج الخطوط الرئيسية الآتية:

- تنظيم شؤون الطائفة وتحسين أوضاعها الاجتماعية والاقتصادية.

- القيام بدور إسلامي كامل، فكراً وعملاً وجهاداً.


- عدم التفرقة بين المسلمين، والسعي للتوحيد الكامل.

- التعاون مع الطوائف اللبنانية كافة، وحفظ وحدة لبنان.

- ممارسة المسؤوليات الوطنية والقومية، والحفاظ على استقلال لبنان وحريته وسلامة أراضيه.

- محاربة الجهل والفقر والتخلف والظلم الاجتماعي والفساد الخلقي.

- دعم المقاومة الفلسطينية والمشاركة الفعلية مع الدول العربية الشقيقة لتحرير الأراضي المغتصبة.



3- سعيه لحماية جنوب لبنان وصمود أهله

صادفت الأشهر الأولى من بداية ولاية الإمام الصدر، اعتداءات اسرائيلية على
منطقة الحدود الجنوبية ، فقاد حملة مطالبة السلطات اللبنانية بتحصين قرى
الحدود وتسليح أبناء الجنوب وتدريبهم للدفاع ووضع قانون خدمة العلم وتنفيذ
مشاريع إنمائية في المنطقة، وذلك إلى جانب قيامه بحملة توعية حول الأخطار
التي تهدد الجنوب مع دعوة المواطنين لعدم النزوح من قراهم الحدودية
ولمجابهة الاعتداءات الاسرائيلية.

وتحت ضغط هذه الحملة ، اتخذت الحكومة اللبنانية قراراً بتاريخ 12/1/70 بوضع خطة عامة لتعزيز أوضاع منطقة الحدود الجنوبية.



4- تحركه الشعبي لانقاذ الجنوب: إنشاء مجلس الجنوب

تابع الإمام الصدر ، بمحاضراته في المناطق اللبنانية كافة، يطرح وضع جنوب
لبنان على المستوى الوطني العام، معبئاً المجتمع اللبناني بأسره ليتحرك
باتجاه إنقاذ الجنوب.

وعلى أثر العدوان الإسرائيلي بتاريخ 12/5/70 على القرى الحدودية الجنوبية
الذي ألحق خسائر جسيمة بأرواح المواطنين الأبرياء وممتلكاتهم ، وتسبّب
بنزوح أكثر من خمسين ألف مواطن من ثلاثين قرية حدودية، بادر الإمام الصدر
بتاريخ 13/5/1970 إلى دعوة الرؤساء الدينيين في الجنوب، من مختلف الطوائف،
فأسس معهم "هيئة نصرة الجنوب" التي أولته رئاستها وأولت نيابة الرئاسة
للمطران انطونيوس خريش ( الذي أصبح فيما بعد بطريركاً للطائفة المارونية)،
وتبنت هذه الهيئة مطالب الإمام الصدر من أجل حماية الجنوب وتنميته.

ثم دعا الإمام الصدر إلى إضراب وطني سلمي شامل لمدة يوم واحد من أجل
الجنوب، وتجاوب كل لبنان مع هذه الدعوة، ونُفذ الاضراب الشامل بتاريخ
26/5/1970، واعتبر حدثاً وطنياً كبيراً.

واجتمع مجلس النواب في مساء اليوم ذاته، فأقر تحت ضغط التعبئة العامة ،
مشروع قانون وضع أفكاره الإمام الصدر يقضي بإنشاء مؤسسة عامة تختص
بالجنوب، مهتمها "تلبية حاجات منطقة الجنوب وتوفير أسباب السلامة
والطمأنينة لها". وصدر هذا القانون بتاريخ 2/6/1970، وسنداً له أنشئ "مجلس
الجنوب" وربط برئاسة مجلس الوزراء، وتأمنت لهذا المجلس واردات بلغ مجموعها
لغاية منتصف سنة 1980 أكثر من مائتي مليون ليرة لبنانية خصصت لتعزيز صمود
الجنوبيين وللتعويض عن أضرار الاعتداءات الإسرائيلية وللإنفاق على مشاريع
وخدمات عامة في الجنوب.



5- حركته من أجل المحرومين:

مع استمرار الاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان في سنة 1971وما يليها ،
استمر الامام الصدر حاملاً لواء الدفاع عن هذه المنطقة ومعلناً أن
انهيارها يعني انهيار لبنان ، ومؤكداً مطالبته بالتجنيد الاجباري وتعميم
الملاجيء وتحصين القرى وتأمين وسائل الدفاع الحديثة.

إلى جانب مطالبته هذه ، قاد الامام الصدر حملة مطالبة السلطة اللبنانية
بتنمية المناطق المحرومة وإلغاء التمييز الطائفي وإنصاف الطائفة الإسلامية
الشيعية في المناصب الوزارية والوظائف العامة وموازنات المشاريع
الانمائية.

أنكر العهد الجمهوري الجديد في لبنان ( عهد الرئيس فرنجية الذي بدأ في
أيلول 1970) على المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ورئيسه حقهما القانوني في
تعاطي الشؤون العامة ، فتجاهلت الدولة هذه الحملة.

أعلن الإمام الصدر بتاريخ 2/2/1974 معارضته للحكام المسؤولين في لبنان
"لأنهم يتجاهلون حقوق المحرومين وواجب تعمير المناطق المتخلفة ويهددون
بسلوكهم أمن الوطن وكيانه".

صعد الإمام الصدر حملته من أجل المحرومين ، بمهرجانات شعبية عارمة كان
أضخمها مهرجان بعلبك بتاريخ 17/3/74 ومهرجان صور بتاريخ 5/5/74 اللذين ضم
كل منهما أكثر من مائة ألف مواطن أقسموا مع الإمام "على أن يتابعوا
الحملة، وأن لا يهدأوا إلى أن لا يبقى محروم في لبنان أو منطقة محرومة".

وهكذا ولدت " حركة المحرومين" التي رسم مبادئها الإمام الصدر بقوله: " إن
حركة المحرومين تنطلق من الإيمان الحقيقي بالله وبالإنسان وحريته الكاملة
وكرامته. وهي ترفض الظلم الاجتماعي ونظام الطائفية السياسية. وتحارب بلا
هوادة الاستبداد والاقطاع والتسلط وتصنيف المواطنين. وهي حركة وطنية تتمسك
بالسيادة الوطنية وبسلامة أرض الوطن، وتحارب الاستعمار والاعتداءات
والمطامع التي يتعرض لها لبنان".

اثر المهرجانات اهتمت قيادة الجيش اللبناني بالمطالب، فشكلت بتاريخ
20/6/74 لجاناً مشتركة من اختصاصيين في الجيش واختصاصيين انتدبهم الإمام
الصدر ، لدراسة المطالب وعددها عشرون مطلباً، ولتحديد وسائل تنفيذها.
ووضعت هذه اللجان تقارير عن بعض المطالب ، بقيت دون نتيجة. فتابع الإمام
الصدر الحملة بنداء وجهة علماء الدين المسلمون الشيعة إلى السلطة بتاريخ
4/8/74" بتأييد حركة المطالبة والتحذير من مغبة الاستمرار في إهمال
المطالب أو تمييعها..."، وباجتماعات عقدها مع شخصيات البلاد ورؤساء
الطوائف والأحزاب، وبحوار مع نخبة من المفكرين اللبنانيين من مختلف
الطوائف انتهى بوثيقة وقعها /190/ مفكراً بإقرار هذه المطالب. ثم دعا
الإمام الصدر إلى اجتماع عقدته الهيئة العامة للمجلس الإسلامي الشيعي
الأعلى بتاريخ 13/9/74 وهي تضم أكثر من ألف شخص هم علماء الدين للطائفة
ونوابها وكبار موظفيها في الدولة ونخبة من أبنائها المجلين في مختلف
النشاطات والفعاليات السياسية والاجتماعية والمهنية والاقتصادية والفكرية
. فأقرت هذه الهيئة بالاجماع "التأييد المطلق للإمام الصدر في جهاده
الوطني من أجل المطالب، واستنكار موقف الدولة اللامبالي منها، وتفويضه
باتخاذ كافة الخطوات في سبيل تحقيق هذه المطالب".

وحدث إثر ذلك أن استقالت الحكومة، وقامت حكومة جديدة تعهدت بموقف ايجابي
من المطالب، إلا أنه لم ينقض على حكمها سوى أشهر قليلة، حتى قدمت
استقالتها بتاريخ 15/5/57 تحت وطأة حادث مقتل النائب السابق معروف سعد
وحادث اوتوبيس عين الرمانة اللذين كانا الشرارة لاندلاع الحرب اللبنانية
فيما بعد، وأعلن رئيس تلك الحكومة (رشيد الصلح) في بيان تلاه بالتاريخ
المذكور في مجلس النواب أسباب الاستقالة وهي تضمنت حسب نص البيان: "إن
الامتيازات الطائفية التي تشكل أساس النظام السياسي اللبناني ... تحولت
إلى عائق يمنع أي تقدم ... ويحول دون المساواة الحقيقية بين المواطنين بما
يقضي على الحرمان ويرفع من مستوى المناطق المحرومة..."



6- دوره في إنشاء أفواج المقاومة اللبنانية " أمل".


في خطاب ألقاه الإمام الصدر بتاريخ 20/1/1975، بمناسبة ذكرى عاشوراء، دعا
المواطنين اللبنانيين إلى تشكيل مقاومة لبنانية تتصدى للاعتداءات
الإسرائيلية وللمؤامرات التي تدبرها اسرائيل لتشريد اللبنانيين من أرضهم
"لأن الدفاع عن الوطن ليس واجب السلطة وحدها، وإذا تخاذلت السلطة فهذا لا
يلغي واجب الشعب في الدفاع".

وفي مؤتمر صحفي عقده الإمام الصدر بتاريخ 6/7/1975، أعلن ولادة أفواج
المقاومة اللبنانية "أمل"، وقدمها بأنها " أزهار الفتوة والفداء ممن لبوا
نداء الوطن الجريح الذي تستمر اسرائيل في الاعتداء عليه من كل جانب وبكل
وسيلة". وأوضح أن شباب "أمل" هم الذين استجابوا لدعوته من أجل حماية الوطن
وصيانة كرامة الأمة عندما وجه لهذه الغاية دعوته إلى اللبنانيين جميعاً
بتاريخ 20/1/1975" في الايام التي بلغت الاعتداءات الاسرائيلية على الجنوب
ذروتها ولم تقم السلطات المسؤولة بواجبها الدفاعي عن الوطن والمواطنين".

وبرهن شباب "أمل" على أرض جنوب لبنان، عن مواقف بطولية في عدة معارك مع
العدو الإسرائيلي ( معركة الطيبة مثلاً) وسقط منهم شهداء في الهجمات
الاسرائيلية المتكررة على الجنوب، وكان لهم فضل كبير في منع صهينة القطاع
الحدودي وفي تثبيت المواطنين في قراهم الجنوبية.



7- إنجازاته في المشاريع وبتمليك عقارات للأوقاف:

في بدء ولايته، عمل الإمام الصدر علي تأمين مقر للمجلس الإسلامي الشيعي
الاعلى في بناء لائق يتألف من أربعة طوابق ويقوم على عقار مساحته /6375/م
مربع، ويحتوي على قاعات واسعة للاجتماعات العامة ، ويقع في محلة الحازمية
بضاحية بيروت الشرقية الجنوبية، سجلت ملكية هذا العقار باسم أوقاف الطائفة
الإسلامية الشيعية.

كما عمل على تمليك أوقاف الطائفة عقاراً ثانياً في ضاحية بيروت الغربية
الجنوبية (محلة خلدة) مساحته /7904/م. مربع ويقوم عليه بناء مؤلف من سبع
طوابق، أطلق عليه اسم "مدينة الزهراء الثقافية والمهنية" ، تستعمله مؤسسات
الطائفة.

وأمن لمشاريع المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الانتفاع من قطعة أرض
مساحتها/15034/م مربع من مشاعات قرية الغبيري في ضاحية بيروت الغربية
الجنوبية (محلة الجناح) ، أنشأ عليها " مستشفى الزهراء" التابع للمجلس.

وحقق شراء /190/ألف متر مربع من الأراضي في الوردانية ( طريق صيدا-بيروت)
لتشييد مؤسسات اجتماعية وثقافية ومهنية عليه. وسجل ملكية هذه الأراضي باسم
أوقاف الطائفة.

كما حقق لجمعية البر والاحسان في صور التي يتولى نظارتها العامة، وهي من
مؤسسات الطائفة ذات المنفعة العامة، شراء /900/ ألف متر مربع في اللبوة
-بعلبك، لإنشاء مدرسة فنية زراعية ومشاريع اخرى عليها.

وعمل على توسيع منشآت وتجهيزات جميعة البر والاحسان في صور، تحقيقا بتوسيع
المؤسسات المهنية التابعة لها وإنشاء المدرسة الفنية العالية للتمريض التي
استحدثها.

أقام مبرة الإمام الخوئي لرعاية أبناء الشهداء في برج البراجنة (ضاحية بيروت الجنوبية) وفي بعلبك والهرمل.

كما أقام مراكز صحية في برج البراجنة وحي السلم ( ضاحية بيروت الجنوبية) وفي صور، وأقام مدرسة للتعليم الديني في صور.

وقدرت قيمة هذه العقارات والمنشأت والتجهيزات آنذاك بأكثر من مائة مليون ليرة لبنانية.






سابعاً- موقفه من الحرب الداخلية في لبنان


فور انطلاق الشرارة الأولى لهذه الحرب بتاريخ 13/4/1975، بادر الإمام
الصدر إلى بذل المساعي الحميدة والجهود لدى مختلف الفرقاء، لخنق الفتنة
وتهدئة الوضع ، ووجه نداءاً عاماً نُشر بتاريخ 15/4/1975، حذر فيه من
مؤامرات العدو ومخططات الفتنة، ودعا اللبنانيين " لحفظ وطنهم وفي قلبه
مكان للثورة الفلسطينية" وناشد الثوار الفلسطينيين" لحفظ قضيتهم التي جعلت
لها من قلب لبنان عرشها".

وبادر الإمام الصدر إلى دعوة عدد كبير من نخبة المفكرين وممثلي الفعاليات
اللبنانية ، اجتمع منهم/77/شخصا في مركز المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى
بتاريخ 18/4/1975 وشكلوا من بينهم لجنة دعيت " لجنة التهدئة الوطنية"
اجتمعت فوراً بممثل المقاومة الفلسطينية وباشرت مهمتها لتهدئة الاوضاع
وتحديد أسباب المحنة ووضع الحلول الآنية والبعيدة المدى، مسترشدة بتوجيهات
الإمام الصدر القاضية.

بوجوب المحافظة على تعايش الطوائف اللبنانية.

واعتماد الحوار والوسائل الديمقراطية سبيلا لتحقيق الاصلاحات السياسية والاجتماعية.

ورفض القهر الطائفي.

ووجوب المحافظة على التعايش اللبناني – الفلسطيني.

وصيانة الثورة الفلسطيني.

ولما استمر القتال ، واستقالت الحكومة بتاريخ 26/5/75، وظهرت صعوبات في
وجه قيام حكومة جديدة الأمر الذي هدد بخطر انقسام الوطن، أعتصم الإمام
الصدر بتاريخ 27/6/75 في مسجد الصفا (الكلية العاملية) ببيروت، متعبدا
وصائماً، وأعلن: "نعتصم لنفرض على المواطنين الاعتصام عن السلاح الذي
يستعمل ضد اللبنانيين والأخوان ... إننا نريد أن نخنق صفحة العنف بصفحة
العبادة والاعتصام والصيام ... فالسلاح لا يحل الأزمة بل يزيد في تمزيق
الوطن. " وطالب بالاسراع في ايجاد حكومة وطنية تعيد السلام وتقيم المصالحة
الوطنية على أسس واضحة يعاد بناء الوطن عليها وتلبي مطالب المحرومين.
ولقيت خطوته تأييداً شاملاً في الاوساط الدينية لدى مختلف الطوائف
والاوساط الشعبية والسياسية . وتألفت حكومة جديدة بتاريخ 1/7/1975 فأنهى
اعتصامه بعد أن تلقى وعداً بتبني المطالب المطروحة والعمل على تنفيذها.
وسارع إلى منطقة بعلبك -الهرمل ليعمل على فك الحصار عن قرية "القاع"
المسيحية وتهدئة الاوضاع في المنطقة.

كانت نظرة الإمام الصدر إلى الحرب اللبنانية منذ بدايتها، حسب قولة في
جلسة عقدها المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بتاريخ 13/9/1975:"ان انفجار
الوضع اليوم يؤدي إلى سقوط لبنان وتحجيم المقاومة الفلسطينية وإلحاق الضرر
الكبير بسوريا وبالقضية العربية، وهو لمصلحة العدو الإسرائيلي ". ولذا ألح
منذ البدء في الدعوة إلى المصالحة الوطنية على أسس جديدة للوطن تحقق
العدالة الاجتماعية ومعالجة الحرمان، وتصون جنوب لبنان". وكانت مطالبته
بالأسس الجديدة للوطن منطلقة من نظرة عبر عنها في الجلسة المشار اليها
بقول:" لم يتفق اللبنانيون منذ الاستقلال وعند إقرار تأسيس لبنان الكبير،
على المبادئ الوطنية الأساسية، فاجتنبوا البحث فيها خوفاً من الانقسام،
وعرضوا عن ذلك بالمجاملات واستعمال الكلمات ذات المعاني المتعددة ،
وباختيار الحلول لمشاكلهم، حتى كاد أن لا نحس بوحدة الشعب اللبناني".

دعا الإمام الصدر لاقامة حوار وطني مهد له بمبادرته التي حققت بتاريخ
4/10/75 عقد مؤتمر قمة للرؤساء الدينيين لمختلف الطوائف اللبنانية ، نتج
عنه:

التأكيد على وجوب استمرار تعايش الطوائف في لبنان ،

والدعوة إلى الحوار ووقف القتال،

وتبنى مطلب تحقيق العدالة الاجتماعية،

إنصاف المحرومين

والتمسك بالسيادة الوطنية

ورفض التقسيم

ودعم القضية الفلسطينية.

بتاريخ 27/11/75 أعلن الإمام الصدر ورقة للحوار الوطني، متضمنة مقترحات
محددة للاصلاحات المنشودة في شتى الحقول. وعندما نادى رئيس الجمهورية
ورئيس الوزراء بتاريخ 30/11/75 بالمصالحة الوطنية ، سارع إلى التأييد.

ولما وقعت مجزرة السبت الأسود بتاريخ 6/12/75 وقُتل فيها حوالي مائتي شخص
من أبناء الطائفة الاسلامية الشيعية من العمال الأبرياء فيما كانوا
بأعمالهم في منطقة مرفأ بيروت، وأُحرقت بتاريخ 11/12/75 وبعده مساكن
المسلمين واعتدي عليهم وهجروا من حارة الغوارنة وسبنيه ورويسات الجديدة
وعين بياقوت والزلقا الواقعة ضمن مناطق ذات أكثرية مسيحية، وظهرت بوادر
للتدخل الاسرائيلي في لبنان مع إقدام اسرائيل على إزالة الشريط الحدودي في
بعض المواقع ودخول جيشها الأراضي اللبنانية وقيام طيرانها بتاريخ 2/12/75
بالقصف الجوي الواسع الذي أدى إلى تقديم لبنان شكوى أمام مجلس الأمن، في
هذه الظروف أعلن الإمام الصدر في خطبة له في صور بتاريخ 21/12/75 أن ملامح
تقسيم الوطن قد برزت، وحذر من مخاطر إقامة اسرائيل جديدة في لبنان وتصفية
القضية الفلسطينية والاعتداء الاسرائيلي على الجنوب، ودعا للتدريب وحمل
السلاح دفاعاً عن النفوس والوطن ومنعاً للتقسيم، وشدد على وجوب حماية
الأقليات من الطوائف الأخرى المقيمة في مناطق إسلامية ، محذراً من
الاعتداء والانتقام من الأبرياء، إلى جانب ذلك استمر يوجه النداءات لوقف
القتال وإعادة النظام والسيادة الوطنية وللعودة إلى الحوار والتلاقي.

شارك الإمام الصدر في اجتماعات القمة الإسلامية التي تكونت من رؤساء
الطوائف الإسلامية ورئيس الوزراء وبعض كبار الشخصيات الاسلامية السياسية،
والتي رفضت الحكومة العسكرية المعينة بتاريخ 23/5/75، ورحبت بالمبادرة
السورية التي أدت إلى " الوثيقة الدستورية" التي أعلنها رئيس الجمهورية
اللبنانية بتاريخ 14/2/1976.

اعتبر " الوثيقة الدستورية" مدخلا للسلام النهائي في لبنان وأرضية للوفاق
الوطني، وأن كل تعديل لها يجب أن يتم بالطرق الديمقراطية والحوار الهادىء
في المستقبل، وعلى هذا الأساس استمر بتأييد الوساطة السورية الرامية إلى
إنهاء الحرب وإجراء مصالحة وطنية ، وشجب بشدة استئناف القتال في أواخر
آذار 1976 وتوسيع رقعته في الجبال.

بذل جهوداً لإزالة سوء التفاهم بين المقاومة الفلسطينية وبين سورية ،
وتحمل لهذه الغاية مخاطر الانتقال مراراً إبان المعارك بين بيروت ودمشق،
وأمن اللقاء بين الرئيس الاسد ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ، بحضوره
وإسهامه في إنجاح المحادثات، بتاريخ 6/5/76، الأمر الذي أسهم في تأمين
انعقاد مجلس النواب اللبناني بتاريخ 8/5/76 حيث تم انتخاب رئيس الجمهورية
الجديد وتحقق بذلك استمرار السلطة الشرعية اللبنانية. واستأنف هذه الجهود
خلال شهري حزيران وتموز 1976 عندما اهتزت العلاقات مجددا بين الطرفين.

عارض الإمام الصدر بشدة أعمال الجبهتين المتحاربتين في لبنان، في إنشاء
"إدارات محلية" تابعة لهما، بديلة عن الادارات الرسمية ، وندد بهذه
الاعمال في بيانه بتاريخ 27/4/76، معتبراً هذه الاعمال أنها تمهيد لتقسيم
الوطن وناعتاً القائمين بها أنهم انفصاليون . وانتقل إلى بعلبك بتاريخ
23/7/76 يعمل على إحياء الادارات الرسمية في محافظة البقاع، ولبى المحافظ
دعوته ابتداء من تاريخ 7/8/76 حيث عاد إلى مزاولة وظيفته وأعيد سير دوائر
المحافظة.



أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Amal63



ثامناً- سعيه لإنهاء الحرب الداخلية في لبنان


أدرك الإمام الصدر أن إنهاء الحرب في لبنان يتطلب قراراً عربياً مشتركا. وأن هذا القرار يجب أن يسبقه وفاق وطني.

فانتقل الإمام الصدر إلى دمشق بتاريخ 23/8/76 ومنها انتقل إلى القاهرة
بتاريخ 2/9/76، عاملا على تنقية الاجواء بين البلدين وتوحيد موقفيهما من
حرب لبنان من أجل إنهائها . واستمر لغاية 13/10/76 متنقلا بين هذين
البلدين وبين السعودية والكويت ومتصلا برئيس الجمهورية اللبنانية الجديد
وبالمقاومة الفلسطينية ، ساعياً مع الملوك والرؤساء والمسؤولين العرب
لتحقيق تضامن عربي يُنهي حرب لبنان. وأثمرت هذه المساعي مع مساعي مسؤولين
عرب وانتهت بانعقاد مؤتمر قمة الرياض بتاريخ 16/10/76 الذي تلاه مؤتمر قمة
القاهرة بتاريخ 25/10/76، وفيهما تقرر إنهاء الحرب اللبنانية وفرض ذلك
بقوات الردع العربية.

مع دخول قوات الردع العربية ، دعا الإمام الصدر إلى الخروج من أجواء الحرب
والالتفاف حول الشرعية اللبنانية والتمسك بوحدة لبنان الواحد وصيانة كيانه
واستقلاله وإعادة بناء الوطن ومؤسساته. وأعلن بتاريخ 11/5/1977 ورقة عمل
بمقترحات الاصلاحات السياسية والاجتماعية والمبادئ الاساسية لبناء لبنان
الجديد متمسكا بصيغة التعايش بين طوائفه الدينية. ونادى بفضل الازمة
اللبنانية عن أزمة الشرق الاوسط، وبوضع اتفاق بديل لإتفاق القاهرة في
تنظيم العلاقات بين الدولة اللبنانية والمقاومة الفلسطينية .ودعا الحكم
اللبناني لاتخاذ مواقف حازمه ممن يعرقلون مسيرة السلام والوفاق.



تاسعاً- سعيه لإنقاذ جنوب لبنان


لم تدخل قوات الردع العربية جنوب لبنان، ولم تتمكن السلطة اللبنانية من
بسط سيادتها على هذه المنطقة ، فانتقل إليها صراع الفئات والقوى التي كانت
تتصارع على الآراضي اللبنانية الاخرى قبل دخول القوات المذكورة.

واشتدت محنة جنوب لبنان وباتت هذه المنطقة مسرحاً لأحداث خطيرة تهدد
مصيرها، فيما الإمام الصدر يتابع مساعيه مع المسؤولين والقيادات في لبنان،
ورؤساء بعض الدول العربية ، ويرفع صوته في الخطابات والأحاديث الصحفية
والمناسبات ، ابتداء من أواخر سنة 1976 وطيلة سنة 1977 وفي أوائل سنة 1978
محذراً من كارثة في جنوب لبنان ومن خطر تعريضه للاحتلال الإسرائيل
ولمؤامرات التوطين، وداعياً لتحقيق السلاح في هذه المنطقة ولإعادة سلطة
الدولة اللبنانية عليها. ولما حصل الاجتياح الإسرائيلي لهذه المنطقة
بتاريخ 14/3/1978، واستقر الاحتلال الإسرائيلي في الشريط الحدودي من جنوب
لبنان، قام الإمام الصدر بجولة جديدة على الدول العربية ، يعرض خلالها على
الملوك والرؤساء العرب واقع الاوضاع في هذه المنطقة مطالباً بإبعاد لبنان
عن ساحة الخلاف العربي وبعقد مؤتمر قمة عربية محدود يعالج قضية جنوب لبنان
ويعمل على إنقاذه.

وبعد أن زار لهذه الغاية سوريا والاردن والسعودية والجزائر، انتقل إلى
ليبيا بناء على إشارة من الرئيس الجزائري بومدين بتاريخ 25/8/1978. واختفى
هناك ولنا باب خاص تفصيلي عن اختفاءه في ليبيا....
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abo_zahraa
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
abo_zahraa


المزاج : سعيد
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 22
نقاط : 5293
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 37

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )   أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالأحد يناير 10, 2010 12:12 pm

تأسيس أفواج المقاومة اللبنانية - أمل



في خطاب القاه الإمام القائد السيد موسى الصدر بتاريخ 22/1/1975 بمناسبة
ذكرى عاشوراء دعا المواطنين اللبنانيين الى تشكيل مقاومة لبنانية تتـصدى
للإعـتداءات الإسرائيلية وللمؤمرات التي تدبرها إسرائيل لتشريد اللبنانيين
من أراضيهم حيث ذكر في خطابه (أن الدفاع عن الوطن ليس واجب السلطة وحدها
وإذا تخاذلت السلطة فهذا لا يلغي واجب الشعب في الدفاع وأضاف السيد القائد
أن الحـكام في لبـنان حـاولوا إذلالنا وتركوا اسرائيل تضربنا كل يوم دون
دفاع.

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Amal64

وفي مؤتمر صحفي عقده الإمام القائد السيد موسى الصدر بتاريخ 6/7/1975
أعـلن سماحة القائد الإمام السيد موسى الصدر عن الولادة المباركة لأفواج
المقاومة اللبنانية أمل وقدمها بأنها أزهار الفتوة والفداء ممن لبوا نداء
الوطن الجريح الـذي تـستمر إسرائيل في الإعتداء عليه من كل جانب وأوضح أن
شباب أمل هم الذين استجابوا لدعوته من أجل حـماية الوطـن وصـيانة كرامة
الأمة عندما وجه لهذه الغاية دعوته الى اللبنانيين جـميعاً بتاريخ
20/1/1975 في الأيام التي بلغت بها الإعتداءات الإسرائيلية على الجنوب
ذروتها ولم تقم السلطات المسؤولة بواجبها



إعلان ولادة أفواج المقاومة اللبنانية - أمل


أعلن سماحة القائد السيد موسى الصدر عن ولادة حركة أمل إثر الإنفجار الذي
وقع في معسكر تدريبي لشباب حركة المحرومين إستشهد فيه أكثر من 35 شاباً في
قرية عين البنية في قضاء بعلبك الهرمل في 6/7/1975 ورغم أن أجزاء عديدة من
لبنان يومها كانت مسرحاً لإنفجارات مشابهة أعنف ورغم أن الخسائر كانت أكثر
ونتائجها دماراً وموتاً وتهجيراً إلا أن الإنفجار كـان له طبيعة مختـلفة
لأنه وهو يشـير إلى الخسائر اياها في الموت إلا أنه كان يعلن ولادة شيء
جديد أراده الإمام القائد وسعى له سراً قدر الإمكان لكي يكون تعبيراً عن
إسلوب سعى له منذ فترة ، حين كان يردد القائد السلاح زينة الرجال وهو
أفواج المقاومة حيث انبثقت من أحرفها الثلاثة الأولى كلمة - أمل






لقد كان اقتناء السلاح بالنسبة للسيد القائد مظهر قوة يظهرها نيابة عن المحرومين وقضاياهم.

وفي مواضع أخرى كان السيد يردد : أنني أرى مطامع إسرائيل في الجنوب ما
يتجاوز الحياة والأرض بل إنها تريد أن توطن الفلسطينيين وتنهي قضـيتهم
وهـم يحمـلون السلاح من أجل العودة إلى أرضهم ويجب أن نشاركهم ذلك فوق ذلك
كـانت الحـرب اللبنانية الأهلية قد بدأت في أكثر من منطقة وكان الإمام
القائد يدرك أن هذه الحـرب ستشمل كل لبنان ولن توفر أي طائفة وأن الدولة
أعجز من أن تستطيع حماية أحد بل أن الجميع سيتقاسمون مؤسساتها في ظل الخلل
الفاضح في سياستها

لكل هذه العوامل كان على السيد القائد أن يندفع إلى تأسيس حركة أمل سراً
فلما حصل الإنفجار كان على السيد القائد أن يختار أسلوب الإعلان فعندما
نقلوا خبـر الإنـفجار المرعب فكر ملياً عن كيفية مواجهة الحدث وأثناء
مناقش الأمر مع بعـض مناصريه حول تبني الإعلان أو السكوت عنه طرحت أمامههم
الخيارات التالية

لا أريدهم أن يأكلوني قبل أن أكبر

وفي الوقت ذاته لا أريد أن يجرني أحد إلى الحرب الأهلية

ولكنني في الوقت نفسه لا أستطيع أن أتجاهل الدماء التي سقطت من هذه
الضـحايا والوفاء يقضي في أن أتحرك لأجلها ، حتى لا تذهب هدراً فكان
القرار الذي تبناه في إنشاء الجناح العسكري لحركة المحرومين - أمل وكان
الإمام القائد قد أعلن عن ولادة الحركة خلال أحاديث أجراها معه نائب تحرير
مجلة الحوادث السيد وليد عوض أثناء الإعتصام في مسجد الصفا - العاملية في
بيروت بين 27/6/1975 و1/7/1975 وكان اعتصام السيد القائد حينذاك يرمز كما
عبر عنه بالثورة ضد العنف والظلم والحرمان والتمييز الطائفي والتمزق
الوطني وهو ثورة ضد العنف والسلاح اللذين يستعملان في غير موضعهما ثم هو
ثورة ضد السياسة التقليدية وبعض التقليديين اللبنانيين الذيـن اعتبروا أن
السياسة غاية وأن عدد القتلى والجرحى وكمية البيوت المهدمة وما يقع على
المستضعفين والكادحين من تعطيل أعمالهم ومدارسهم كل ذلك اعتبروه يـجري في
فراغ طالما أنه يستعمل في كسب صوت واحد أومكسب سياسي معين ..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abo_zahraa
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
abo_zahraa


المزاج : سعيد
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 22
نقاط : 5293
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 37

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )   أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالأحد يناير 10, 2010 12:13 pm

قصة إخفاء الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) AmaL4


الحقيقـة لـن تغـيب

قصةإخفاء الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب والاستاذ عباس بدر الدين في ليبيا



1- العلاقة مع ليبيا:


لم تكن للامام الصدر علاقة مع ليبيا وحكامها . وخلال محنة لبنان، كانت
مواقفه تعارض السلوك الليبي، ولم يحصل لقاء بينه وبين المسؤولين الليبيين.
وعند مجيء جلود إلى لبنان في حزيران 1976 حيث قضى /45/ يوما اجتمع خلالها
بمختلف القادة ورؤساء الفعاليات اللبنانيين لوحظ أن الامام الصدر كان وحده
المستثنى من لقاءاته. وابتداء من آب 1976 برزت علناً حملات إعلامية قاسية
ودعوات تحريض مركزة ضد الامام الصدر من قبل الصحف والجهات اللبنانية
المعروفة بعلاقاتها مع ليبيا.


2- سبب زيارة ليبيا:


بادر الامام الصدر بعد الاجتياح الاسرائيلي لجنوب لبنان بتاريخ 14/3/1978
إلى القيام بجولة على بعض الدول العربية داعياً لعقد مؤتمر قمة عربي محدود
يضم بعض الدول العربية سعياً لإنهاء محنة لبنان وإنقاذ جنوبه، وهو ما
أعلنه الامام الصدر بنفسه في حديثه لصحيفة "أخبار الخليج" البحرينية
("النهار"، 24/7/1978).




3- وقائع زيارة ليبيا:


حصلت هذه الزيارة بناء على إشارة خاصة من الرئيس الجزائري هواري بومدين
أثناء اجتماع الامام السيد موسى الصدر به، وذلك في نطاق الغاية المبينة
أعلاه لما للقذافي من تأثير على مجريات الوضع العسكري - السياسي اللبناني.
وصل الامام الصدر إلى ليبيا بتاريخ 25/8/1978 يرافقه فضيــلة الشيـخ
محـمـد يعقوب والصحــافي الاستـاذ عبـاس بـدرالدين في زيارة رسمية من أجل
عقد اجتماع مع القذافي كما أعلن قبيل مغادرته لبنان ، وحلوا ضيوفاً على
السلطة الليبية في "فندق الشاطئ" بطرابلس الغرب. أغفلت وسائل الاعلام
الليبية أخبار وصول الامام الصدر إلى ليبيا ووقائع أيام زيارته لها، ولم
تشر إلى أي لقاء بينه وبين القذافي أو أي من المسؤولين الليبيين الآخرين.
وانقطع اتصاله بالعالم خارج ليبيـــا خلاف عــادته في أسفــاره حيث كـــان
يكثـر من اتصــــالاته الهاتفية يومياً بأركان المجلس الاسلامي الشيعي
الاعلى في لبنان وبعائلته. إضافة إلى أن الصحافي بدر الدين رافق الامام
بهذه الزيارة لتغطية أخبارها بواسطة "وكالة أخبار لبنان" التي يملكها،
الأمر الذي لم يحصل . ثبت في التحقيقات أن الامام الصدر كان على موعد
للاجتماع بالقذافي خلال ليل 29-30 آب، إلا أن العقيد ألغى هذا الموعد خلال
اجتماعه بجماعة من اللبنانيين بينهم السادة :بشارة مرهج ، طلال سلمان،
أسعد المقدم، منح الصلح، بلال الحسن ومحمد قباني. كما ثبت في التحقيقات أن
الامام الصدر شوهد في ليبيا مع رفيقيه لآخر مرة، يغادرون الفندق بالسيارات
الليبية الرسمية الموضوعة بتصرفهم، في الساعة الواحدة من بعد ظهر يوم 31
آب متجهين للاجتماع بالقذافي الذي اعترف لوفد العلماء الذين اجتمعوا به في
دمشق بتاريخ 21/9/1978 بأن موعد الاجتماع حُدد فعلا في الساعة الواحدة
والنصف من بعد ظهر يوم 31 آب، إلا أنه أنكر حصول الاجتماع وزعم أنه فوجىء
بإبلاغه ان الامام الصدر ورفيقيه غادروا ليبيا دون تحقيق الاجتماع. إلا أن
المعلومات المتوفرة من مصادر عدة، تؤكد حصول الاجتماع ووقوع نقاش حاد
خلاله وتباين شديد في وجهات النظر بمسألة محنة لبنان والدور الليبي، وتأيد
ذلك بشكل خاص في حديث الملك خالد والملك فهد بتاريخ 25/2/79 للوفد الذي
زار السعودية بموضوع الامام وكان في عداده النائبان الاستاذان محمود عمار
ومحمد يوسف بيضون. وتوالت معلومات من مصادر دولية وخاصة، ومنها أقوال صرح
بها سراً وزير الخارجية الليبي السابق التريكي، تفيد أن الامام ورفيقيه
احتجزوا بعد الاجتماع واستمروا محتجزين وكانت أمكنة احتجازهم معروفة لغاية
شباط 1979.




4- موقف السلطات الليبية من الاخفاء:


تجاهلت السلطات الليبية في البدء قضية إخفاء الامام ورفيقيه، وتهرّب
القذافي من التكلم مع الرئيس سركيس عندما طلب التحدث معه هاتفيا في القضية
بتاريخ 12/9/1978. وبعد تفاعل القضية إعلامياً ودولياً، وعلى اثر اجتماع
القذافي بياسر عرفات صدر البيان الليبي الرسمي بتاريخ 17/9/1978 متضمناً
مغالطات مكشوفة وزعماً بأن الامام الصدر ورفيقيه غـادروا ليبيا دون إعلام
السـلطات الليـبـية مساء 31/8/1978، إلى ايطاليا على متن طائرة أليطاليا.



5- التحقيق الامني اللبناني:


أوفدت الحكومة اللبنانية في 13/9/1978 بعثة أمنية إلى ليبيا وايطاليا،
لاستجلاء القضية فرفضت السلطة الليبية السماح لها بدخول ليبيا فاقتصرت
مهمتها على ايطاليا. أثبت التحقيق الامني الذي قامت به البعثة اللبنانية
أن الامام الصدر ورفيقيه لم يصلوا إلى روما وأنهم لم يغادروا ليبيا في
الموعد والطائرة اللذين حددتهما السلطة الليبية في بيانها الرسمي.




6- التحقيق القضائي الايطالي الاول:


وُجدت حقائب الامام الصدر مع حقائب رفيقيه الشيخ يعقوب والاستاذ بدرالدين
في فندق "هوليداي إن" في روما. أجرت السلطات الامنية والقضائية تحقيقات
دقيقة انتهت بقرار قاضي تحقيق روما بتاريخ 7/6/79 بحفظ القضية والذي تضمن
الجزم بأن الامام ورفيقيه لم يغادروا ليبيا بطائرة أليطاليا ولم يصلوا إلى
ايطاليا بأية وسيلة نقل. وتضمنت مطالعة نائب المدعي العام الايطالي
المؤرخة في 19/5/79 الجزم بأنهم لم يغادروا ليبيا. أبلغت الحكومة
الايطالية رسمياً، كلاً من الحكومة اللبنانية والمجلس الاسلامي الشيعي
الاعلى في لبنان، وحكومة الجمهورية العربية السورية وحكومة الجمهورية
الاسلامية الايرانية أن الامام الصدر ورفيقيه لم يدخلوا الاراضي الايطالية
ولم يمروا بها "ترانزيت".



7- بيانات المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى:


أعلن المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، في بيانات عدة، وخاصة في مؤتمرين
صحفيين عقدهما نائب رئيس المجلس في بيروت بتاريخ 31/8/1979 و 10/4/1980
مسؤولية القذافي شخصياً عن إخفاء الامام الصدر ورفيقيه. وكرر هذه
المسؤولية إثر صدور قرار القضاء الايطالي الثاني في شباط 1982. كما أعلن
أن ملوكاً ورؤساء عرب أبلغوه وأبلغوا ممثــلي المجلس مسؤولية القذافي
المباشرة عن هذا الاخفاء.




9- التحقيق القضائي الايطالي الثاني:

تقدمت السلطات الليبية من السلطات الايطالية بطلب بتاريخ 15/2/80 لاعادة
التحقيق القضائي في القضية، معززةً طلبها بتحقيق أمني ليبي ثبت فيما بعد
تزييفه. وبعد تحقيقات واسعة أجراها القضاء الايطالي مجدداً ووقف فيها على
أدلة جديدة وانتقل خلالها المحقق الايطالي إلى ليبيا ثم لبنان حيث استمع
فيها إلى شهود عديدين، لفظ قراره النهائي بمطالعة النيابة العامة في روما
تاريخ 20/12/81 وقرار قاضي التحقيق تاريخ 28/1/82، المتوافقين، والمتضمنين
تثبيت نتيجة التحقيق الايطالي الاول، بالاضافة إلى إعلان تزييف التحقيق
الامني الليبي.




10- القضاء اللبناني:


كانت الحكومة اللبنانية قد أصدرت مرسوماً برقم 3794 تاريخ 4/2/1981 اعتبرت
بموجبه إخفاء الامام موسى الصدر ورفيقيه جريمة اعتداء على أمن الدولة
الداخلي، وأحالت هذه القضية على المجلس العدلي. وسنداً للمرسوم المذكور،
أصدر وزير العدل اللبناني قراراً برقم 72 تاريخ 6/2/1981 عيّن بموجبه
القاضي طربيه رحمة محققاً عدلياً في هذه القضية. وادعت النيابة العامة
التمييزية في القضية بجريمتي الفتنة والحض على النزاع بين الطوائف في
لبنان. وأصدر القاضي رحمة قراره الظني بتاريخ 18/11/1986 متضمناً الأدلة
وشهادات الشهود على اختفاء الامام ورفيقيه داخل الأراضي الليبية وعلى أن
أشخاصاً آخرين انتحلوا شخصياتهم وزيفوا آثاراً لدخولهم الأراضي الايطالية.
وانتهى القرار بتأكيد اختصاص القضاء اللبناني للنظر في القضية وبإصدار
مذكرة تحر دائم توصلاً لمعرفة الفاعلين والمحرضين والمتدخلين في الجرائم
موضوعها. بتاريخ 22/5/2001 تقدمت عائلات الامام الصدر والشيخ يعقوب والسيد
بدرالدين باستدعاء طلبوا فيه اتخاذ جميع الاجراءات القانونية للتوسع في
التحقيق في هذه القضية المحالة أمام المجلس العدلي توصلاً لكشف الحقيقة
ومعرفة المجرمين. واثر تقديم الاستدعاء، أصدر القاضي عضوم قرارًا أكد فيه
متابعة تنفيذ قرار القاضي رحمة وقرر استنابة كل الأجهزة الامنية لاجراء
التحريات اللازمة واتخاذ التدابير المناسبة ... كما تقدموا أيضاً بشكوى
مباشرة امام قاضي التحقيق الاول في بيروت حاتم ماضي اتخذوا فيها صفة
الادعاء الشخصي(على) كل من يظهره التحقيق فاعلاً، متدخلاً أو شريكاً بجرم
حرمان حرية الإمام الصدر وزميليه بالخطف او بأي وسيلة أخرى.



11- منظمة العفو الدولية:


بتاريخ 30/8/2001؛ في الذكرى الثالثة والعشرين لإخفاء الامام ورفيقيه،
وكنتيجة لاتصالات ومتابعات مكثفة، اصدرت منظمة العفو الدولية تقريرها حول
"الاختفاءات القسرية" الذي تضمن فقرة حول الإمام ورفيقيه مؤكدة ان ادعاء
السلطات الليبية حول مغادرة الامام ورفيقيه ليبيا "يتناقض مع التحقيقات
التي أجرتها الدولة الايطالية والتي اكدها حكم محكمة ايطالية ".










__________________
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abo_zahraa
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
abo_zahraa


المزاج : سعيد
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 22
نقاط : 5293
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 37

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )   أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالأحد يناير 10, 2010 12:18 pm

ألأخ الرئيس نبيه برّي

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) AmaL3
ولادة
قائد: ولد نبيه بري عام في 28 كانون الثاني عام 1938 في مدينة فريتاون
عاصمة سيراليون والده الحاج مصطفى بري أحد وجهاء بلدة تبنين الجنوبية تلقى
علومه الابتدائية والتوسطة والثانوية متنقلا بين مدارس بلدته تبنين وبنت
جبيل والكلية الجعفرية في صور والمقاصد والحكمة فـي بيـروت وبعد نيله شادة
البكالوريا انتسب إلى كلية الحقوق في الجامعة اللبنانية ونال إجازة في
الحقوق بتفوق عام 1963 ثم اكمل دراسات عليا في الحقوق في جامعة السوربون
في باريـس؛ منذ شبابه عرف عنه حبه للمطالعة وحماسته للقضايا الوطنية
والعروبية فقاد العديد من النشاطات والتـظاهرات الطـلابية حيث كان رئيسا
للاتحاد الوطني للطلبة اللبنانيين وهـذا ما اكسبه تجربة عملية والاطلاع
والاحتكاك جيدا بكافة الشـؤون الـسياسية والاجـتماعية والـتربوية من خـلال
المؤتمرات والندوات الطلابية والسياسية كما لمع اسمه خلال ممارسته مهنة
المحاماة بعد أن تدرج في مكتب المحامي المعروف عبدالله لحود وهكذا بدأ
نبيه بري شق حياته المهنية حتى لمع وبرع في مجال المحاماة .

أواسط الستينات تعرف المحامي نبيه إلى الإمام السيد موسى الصدر وسرعان ما
نشأت بينهما علاقة ود واحترام حتى بات بري أحد الأشخاص المقربين جدا من
الإمام واحد ابرز مساعديه في مجالات عدة خاصة في المجال السياسي وعاون
الإمام في تحركه ومطالبته بإنشاء المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ثم انتسب
لحركة المحرومين التي أسسها الصدر وبدأ مشواره مع الإمام السيد موسى الصدر
.
تزوج نبيه بري مرتين الأولى من السيدة ليلى بري وانجب منها ستة أبناء
سيلان سوسن فرح مصطفى عبد الله وهند وبعد طلاقه من زوجته الأولى تزوج من
السيدة رندة عاصي وانجب منها أمل ميساء وباسل .

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) AmaL1


بين عامي 1978 و 1980 كان وقع الصدمة لإخفاء الإمام القائد السيد موسى
الصدر ما يزال قويا على الحركيين اللذين شعروا بفراغ كبير وثقل المسؤولية
الملقاة على عاتقهم. وتولى آنذاك النائب حسين الحسيني قيادة الحركة كأمين
عام مؤقت وعاونه الأخ المجاهد المحامي نبيه بري كمساعد له في الأمانة
العامة كما تولى حسين كنعان رئاسة المكتب السياسي للحركة وعملت تلك
القيادة على إعادة جمع الصفوف والمحافظة على استمرارية الحركة
شهدت تلك الفترة بعض التجاذبات بين أعضاء القيادة حول الأولويات واسلوب
العمل وغيرها من الأمور ما أدى إلى بروز خلافات في وجهات النظر بين
الحسيني وبعض كوادر الحركة فحدث نوع من البلبلة الداخلية وكانت المفاجأة
أن اقدم الحسيني على تقديم استقالته من الحركة قبل موعد استحقاق المؤتمر
العام
مع خروج حسين الحسيني من الحركة كان المحامي نبيه بري أحد القياديين
البارزين آنذاك المرشح الأوفر حظا لتسلم راس القيادة في حركة أمل بعد
إجماع كبار كوادر ومسؤولي الحركة على تأييده للوصول إلى هذا المركز وهذا
ما حصل ، وهكذا بات نبيه بري الرجل الأول في الحركة فتحمل وزر المهمة في
اصعب الظروف ومنذ ذلك التاريخ بدأت حركة أمل حقبة جديدة في مسيرتها
الطويلة.
واجهت الحركة بقيادة الأستاذ نبيه بري ابتداء من العام 1980وضعاً داخلياً
صعباً ومعقدا جداً وكانت المهمة ثقيلة فالبلاد غارقة في الفتنة وفوضى
الحرب تتهدد لبنان ووجوده فراحت الحركة تعمل بكثير من الجهد والقليل من
الضجيج والكلام فبدأت عملية تنظيم الشباب وتثقيفهم فكريا وسياسيا وفي 22
آذار من العام 1981 عقدت الحركة مؤتمرها العام الثالث في برج البراجنة
فاقر استحداث هيئة جديدة أطلق عليها اسم الهيئة التقريرية وضمت إلى جانب
رئيس الحركة ونائبه ممثل عن عائلة الإمام الصدر ونائب رئيس المجلس
الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين والشيخ عبد الأمير
قبلان وأنيطت بالهيئة الجديدة صلاحيات تقريرية واسعة ورسم سياسة الحركة
والبت بجميع الأمور الشرعية وانتخب في هذا المؤتمر السيد حسين الموسوي
نائبا لرئيس الحركة .
لاقت مشاركة رئيس الحركة في هيئة الإنقاذ معارضة قوية من قبل نائب رئيس
الحركة حسين الموسوي ولم يمر الأمر بهدؤ بعد أن اختار الموسوي ومؤيدوه
الانشقاق عن الحركة وتأسيس ما سمي آنذاك بحركة أمل الإسلامية التي شكلت
المدماك الأول لتأسيس وظهور حزب الله فيما بعد .
استطاع نبيه بري تجاوز الانشقاق الداخلي بأقل الخسائر ولم يضعف بل راح
يعمل في كل لحظة من أجل تعزيز وضع الحركة ودفعها إلى الأمام فاعتنى جيداً
بإعادة تنظيمها وتأهيل عناصرها وتعبئتهم ثقافيا وسياسياً وحتى عسكريا ونجح
في ضخ دم جديد في الجسم الحركي ورفدها بكوادر جديدة فنشطت الخلايا والشعب
والمناطق والأقاليم في تنظيم الاجتماعات والمحاضرات في الجنوب والبقاع
وبيروت وفي نيسان العام 1982 عقد المؤتمر الرابع للحركة وتم التجديد
للهيئات القيادية

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) AmaL1


إنتخاب الأخ الرئيس رئيساً للمجلس النيابي

مع بدء تطبيق بنود اتفاق الطائف المتعلقة منها بالتعيينات النيابية في
الأماكن الشاغرة في المجلس النيابي جرى تعيين رئيس الحركة نبيه بري نائباً
في البرلمان للمرة الأولى عام 1992 كما عين القياديان الحركيان محمد عبد
الحميد بيضون ومحمود أبو حمدان نوابا أيضاً لكن المحطة الأهم كانت في
استحقاق الانتخابات النيابية في السادس من أيلول عام 1992 حيث حققت الحركة
انتصارا ساحقاً ومذهلاً اثر فوز اللائحة التي شكلها رئيس الحركة نبيه بري
في الجنوب بكامل أعضائها وعددهم 22 نائبا بعد تحالف الحركة مع حزب الله
والحزب السوري القومي الاجتماعي وحزب البعث وقوى وعائلات لها موقعها
وحضورها على الساحة الجنوبية ، وهكذا بات للحركة موقع وصوت قوي في
البرلمان وفي ضؤ تلك النتائج ترشح رئيس الحركة نبيه بري لرئاسة المجلس
النيابي وفاز باغلبية ساحقة من الاصوات ليصبح رئيسً الحركة رئيسا لمجلس
النواب اللبناني خلفاً للرئيس حسين الحسيني وصاحب الكرسي الثاني في
الجمهورية اللبنانية.

بالرغم من كل العواصف التي هبت في وجه الحركة إلا أن حضورها كان يزداد قوة
بين الجماهير وهذا ما كانت تعكسه المهرجانات الضخمة التي كانت الحركة
تقيمها سنوياً في ذكرى إخفاء سماحة الإمام موسى الصدر ورفيقه والتي كان
يحضرها مئات الآلاف من الحركيين والأنصار والجمهور وكان رئيس الحركة نبيه
بري يحرص دائماً على إبقاء قضية الصدر القضية المركزية الأساس باعتباره
مؤسس وملهم الحركة وجماهيرها .

في تلك الفترة عقدت الحركة مؤتمرها العام الثامن الذي عاد وجدد ثقته
الكبيرة برئاسة نبيه بري للحركة وجرى يومها عملية تقييم للنجاحات
والاخفاقات لمسيرة الحركة برمتها وفي هذا المؤتمر جرى انتخاب أيوب حميّد
نائباً لرئيس الحركة خلفاً للعقيد عاكف حيدر الذي استقال من منصبه ومنذ
ذلك المؤتمر انصب عمل قيادة الحركة ورئيسها على استنهاض الحالة التنظيمية
وتطويرها لمواكبة مرحلة السلم الأهلي وتمهيد الطريق للمشاركة وللانخراط في
مشروع الدولة وعمل المؤسسات بكافة قطاعاتها .

في استحقاق الانتخابات النيابية عام 1996 حافظت الحركة على موقعها القوي
في تمثيلها النيابي بعد فوز كامل اللائحة التي شكلها الرئيس نبيه بري مع
حلفائه ولم تستطع أي من القوى الأخرى اختراقها ولو بمقعد واحد وهكذا كرست
حركة أمل ورئيسها حضورهم الجماهيري القوي وفي ضوء النتيجة أعيد انتخاب
نبيه بري رئيساً للمجلس النيابي لولاية ثانية .وايضا هذا ما حدث عامي 2000
و 2005
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
abo_zahraa
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
مشرف اقسام كشافة الرسالة الاسلامية
abo_zahraa


المزاج : سعيد
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 22
نقاط : 5293
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 37

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )   أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالأحد يناير 10, 2010 12:26 pm

إعلان انتفاضة السادس من شباط المباركة

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) AmaL8


مع تأزم الوضع الداخلي نتيجة تمسك الرئيس أمين الجميل باتفاق 17 أيار بدا
أن الاصطدام مع الحكم أمر لا مفر منه وفي ضؤ ذلك ونتيجة الاتصالات
واللقاءات تحالف نبيه بري مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي ولـيد جنبلاط
وقوى حزبية أخري وصعدوا معارضتهم ضد اتـفاق 17 أيار وفيما كانت حرب الجبل
بين القوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي في اوجها كانت الاحتكاكات
تشتد يوما بعد يوم بين عناصر الحركة والجيش اللبناني في أحياء الضـاحية
الجنوبية وهكذا بـدأت تـتسع رقعة المعارضة ضـد حـكم الجميل .



قرر أمين الجميل سحق كل من يقف في وجه اتفاق 17 أيار فأقدمت وحــدات من
الجيش اللبناني على تطويق جامع بئر العبد في الضاحـية الجنوبية بـعد أن
حـاول المصلين الاعتصام احتجاج على الاتفاق الموقع مع الإسرائيليين فـحصل
صدام بين الجيش والمعتصمين أدى إلى استشهاد الشاب محمد نجده فتوتر الوضـع
كثيرا على الأرض ولاقت الحادثة استنكارا واسع جدا .


سيطرت حال من الغليان على الشارع وبدأت الاحتكاكات تتصاعد يوما بعد يـوم
بين الأهالي والجيش اللبناني فبعد أيام من المـواجهة التي حصلت بين الـجيش
اللبنـاني وأهالي طريق المطار بعد محاولة جرف مساكنهم غـير الشرعية وقعت
المواجـهة الثانية الأخطر في منطقة وادي أبو جميل بيـن عـدد من المتظاهرين
ومعظمهم مـن مهجري المنطقة وبين قوة من الجيش اللبناني سقط بنتيجتها عدد
من القتلى والجرحى وهكذا بدا إن الأمور تتجه نحو الاسواء بعد أن حمل رئيس
الحركة نبيه بري مسؤولية تلك الأحداث لحكم الرئيس أمين الجميل 00 وبدا
إعداد العدة للانتفاضة على الحكم .


في هذا الوقت انفجرت الضاحية غـضبا وثارت بوجه الجـيش اللبناني واسـتطاع
عناصر الحركة من السيطرة على عدد من مواقع الجيش والياته وأسلحـته بعد
سلسلة من المواجهات العنيفة وخلال اقل من ثلاثة أيام كانت الضاحية تحت
سيطرة الحركة بالكامل ما أثار حفيظة الرئيس أمين الجميل وجيشه فوجهت فوهات
المـدافع باتـجاه الضاحية وقصفت أحيائها بشكل جنوني.

مع اتساع دائرة التأييد الشعبي لحركة أمل شعر أمين الجميل بخطر حقيقي بعد
فقدانه السيطرة على الضاحية ومـناطق الجبل فدعم وحـدات الجيش اللبناني في
المـناطق الغربية من بيروت وفرض حظر التجول ليلا وكثف الجيش عمليات
المداهمة وملاحقة الأشخاص المشتبه بعلاقتهم بالحركة وبأحزاب أخرى ، وكان
لذلك مفاعيله السلبية عند الناس .

نتيجة الممارسات التي وصلت إلى حد لا يطاق اندفعت مجموعة من عناصر الحركة
إلى مواجهة الجيش اللبناني المدججة بالسلاح واستـطاعوا بالرغم من عددهم
القـليل وسلاحهم البسيط من شل حركته داخل المناطق الغربية من بيروت بعد
المواجـهات الضارية التي وقت عند مدخل بيروت من جهة المتحف والبربير
فتدخلت الوسـاطات لوقف إطلاق النار وسحب المسلحين من الشارع لكـن النار
بقيت تحـت الرمـاد .


استغل الجيش اللبناني الموقف بعد انسحاب مقاتلي الحركة من الشارع فدعم
وحـداته وقام بعملية انتشار ودهم واسعة للأحياء السكنية في المناطق
الغربية بحثا عن عناصر الحركة الذين تفاجئوا بالعملية والخطير الذي جرى
يومها هو دخول عـناصر تابعة لميليشيا الكتائب والقوات اللبنانية والأحرار
مع الجيش اللبناني حيـث قامت باعتـقال العشرات من العناصر التابعـة للحركة
والأحـزاب الأخرى ومارست شتى أنـواع الاستفزازات داخل الأحياء السكنية
وحول المركز الحزبية في الشطر الغربي لبيروت كما تعرض منزل ئيس الحركة في
بربور للتطويق والدهم من قبل عناصر الجيش .

أخضعت المنطقة الغربية لتدابير عسكرية صارمة ومشددة ولم تفلح كل الدعوات
التي وجهت للرئيس أمين الجميل في التخفيف من الإجراءات التي تصاعدت بشكل
لا يطاق ولم يعد من خيار سوى المواجهة مهما كلف الأمر.

اندفع شباب الحركة والحزب التقدمي الاشتراكي وباقي الأحزاب إلى الشارع
بعضهم يحمل قطعة سلاح وبعضهم الأخر يبحث عن قطعة أخرى لحملها لعدم توفر
الـسلاح والذخيرة آنذاك فلجأت الحركة إلى تهريب الأسلحة ونقلها من الضاحية
إلى بيـروت لمد المقاتلين الذين نجحوا شيئا فشيئا في السيطرة على الجيش
اللبناني التـي رفضـت الاستسلام كما جرى السيطرة على مبنيي وزارة الإعـلام
في الصـنائع حيث الإذاعة الرسمية وتلفزيون لبنان في تلة الخياط واذيع بيان
الانتفاضة الشهير الموقع باسم رئيس الحركة نبيه بري 0الذي شكل منعطفا
وحدثا كبيرا في تاريخ لبنان .


أعطى نداء الانتفاضة مفعوله سريعا على الأرض فلبت الوحدات العسـكرية
التـابعة للواء السادس في الجيش اللبناني النداء والتزمت به وعملت على سحب
الجنـود الى الثكنات وعدم الانجرار في القـتال الداخـلي ورفض الأوامر
الصادرة عن القـيادة العسكرية في وزارة الدفاع في اليرزة وهكذا اكمل
مقاتلوا الحـركة سـيطرتهم على الأرض وكانت انتفاضة السادس من شباط عـام
1984 التـي هـزت لـبنان كـله .

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) AmaL9


حققت الانتفاضة أوسع تأييد شعبي وتحول نبيه بري إلى رمز كبير بالنسـبة
للكثـيرين وباتت حركة أمل في صلب المعادلتين السياسية والعسـكرية بعد أن
قـررت خـوض الصراع المفتوح ضد الاحتلال الإسرائيلي والسلطة اللبنانية
المتمـثلة بالرئيـس أمين الجميل فدعا رئيس الحركة الجميع إلـى تحمل
مسؤولـياتهم التاريخية فـي اللحـظة التاريخية .


في مطلق الأحوال تحملت حركة أمل وزر تلك المرحلة بكل إيجابياتها وسلبياتها
واكملت مسيرتها بقيادة نبيه بري الذي تحول إلى نجم وقائد ليس للشيعة فقط
بل قائدا وطنيا على مساحة الوطن ومنذ تلك الـلحظة بدأ تاريخ جديد في
الصراع اللبناني الـلبناني والصراع اللبناني الإسـرائيلي فـانتـصـار
الانتفاضة لم يـكن سوى مـقدمة بالنـسبة للحركة التي راحت تحشد منذ تلك
اللحظة كل طاقاتها وإمكاناتها للمعركة الكبرى أي معركة تحرير الأرض من
الإسرائيليين فهذا كان هم الحركة الأسـاسي والهـدف الأول والأخيـر لرئيسها
نبيه بري فهل نجحت في ذلك .وسع تأييد شعبي وتحول نبيه بري إلى رمز كبـير
بالنسبة للكثيرين وباتت حركة أمل في صلب المعادلتين السياسية والعسكرية
بعد أن قررت خوض الصراع المفتوح ضد الاحتلال الإسرائيلي والسلطة اللبنانية
المتمثلة بالرئيس أمين الجميل فدعا رئيس الحركة الجميع إلى تحمل
مسؤولياتهم التاريخية في اللحظة التاريخية..

في مطلق الأحوال تحملت حركة أمل وزر تلك المرحلة بكل إيجابياتها وسلبياتها
واكملت مسيرتها بقيادة نبيه بري الذي تحول إلى نجم وقائد ليس للشيعة فقط
بل قائدا وطنيا على مساحة الوطن ومنذ تلك اللحظة بدأ تاريخ جديد في الصراع
اللبناني اللبناني والصراع اللبناني الإسرائيلي فانتصار الانتفاضة لم يكن
سوى مقدمة بالنسبة للحركة التي راحت تحشد منذ تلك اللحظة كل طاقاتها
وإمكاناتها للمعركة الكبرى أي معركة تحرير الأرض من الإسرائيليين فهذا كان
هم الحركة الأساسي والهدف الأول والأخير لرئيسها نبيه بري فهل نجحت في
ذلك...
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
}-{أبو حسين}-{
المدير العام
المدير العام
}-{أبو حسين}-{


المزاج : Cool
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 24
نقاط : 5377
تاريخ التسجيل : 06/10/2009
العمر : 37
الموقع : http://www.7araket-amal.yoo7.com

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )   أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالأحد يناير 10, 2010 1:45 pm

lor=red]]بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الله يعطيك الف عافية قائد ابو زهراء على المجهود الكبير
موضوع يستحق التثبيت
موفق بإذن الله...[/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://7araket-amal.yoo7.com
amal my love
مشرفة الاقسام العامة
مشرفة الاقسام العامة
amal my love


المزاج : ممتازه
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 53
نقاط : 5333
تاريخ التسجيل : 06/01/2010
العمر : 34
الموقع : بي قلب أمل وروحها

أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )   أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل ) Emptyالثلاثاء يناير 12, 2010 5:31 pm

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاتو
الله يعطيك العافية عا ها المجهود المميز
وموفق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أفواج المقاومة اللبنانية ( أمل )
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أفواج - الاصدار الكامل - المنشد علي شحرور

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
حركة أمل :: قسم حركة أمل :: افواج المقاومة اللبنانية-
انتقل الى: